"المصريون يبحثون عن خيوط حول خطة رئيسهم"


في تقرير جديد نشرته جريدة النيورك تايمز حول مستقبل الحكم في مصر :

اسامة الغزالي حرب: "اللحظة الحالية هي لحظة غير عادية بالنسبة للجميع الذين يتسألون عن ماذا سوف يحدث يعد مبارك"

والجريدة تؤكد : " الامر محصور بين شخصين فقط، اولهم جمال مبارك نجل الرئيس، والثاني هو السيد عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات المصرية"

" الناس في حالة تخوف من ان يجدوا البلاد تدخل في مرحلة انتخابات مفاجئة"

"المصريون يبحثون عن خيوط حول خطة رئيسهم" هذا هو عنوان التقريرالذي نشرته جريدة النيويورك تيمز حول مستقبل الحكم في مصر، فلقد اشارت الجريدة وفي تقريرها الصادر منذ عدة ايام عن ان الرئيس مبارك الذي اصابه حالة من الضعف في الفترة الاخيرة، قامت حكومته بتوجه عدد من الضربات لجماعة الاخوان المسلمين وذلك في ظل تقارير مؤكدة نشرتها عدد من وسائل الاعلام – والتي يحكم النظام المصري سيطرته وقبضته عليها- اثارت تكهنات جديدة حول ما اذا كان الرئيس مبارك سيتنحي من منصبه ام لا ، وان كان نعم فمن سيخلفه؟؟؟

في بداية التقرير اشارت الصحيفة الي ان الرئيس مبارك والبالغ من العمر 81 عاما والذي تولي الحكم منذ 28 عاما تقريبا لم يعطي اي اشارات حول نيته للتقاعد. بينما اشار المقربين منه الي انه سوف يترشح في دورة قادمة وذلك عقب اتهاء فترة ولايته الحالية والتي سوف تنتهي في عام 2011، علي الرغم من مظهرة الذي بدي في الايام الاخيرة شاحبا وفي صحة معتلة. وقد بدي ذلك واضحا خصوصا اثناء زيارة الرئيس باراك اوباما الاخيرة لمصر وذلك كما اشار عدد من المعلقين المحليين.

"قوانين الطبيعة تقودنا الي لحظة لا يمكن ان تتأخر، دافعة ايانا الي النقاش حول موضوع البدائل" هكذا كتب حسام عبد البصير في جريدة الوفد المصرية اليومية وهكذا استدلت الجريدة مشيرة الي ان الحديث عن من سيخلف مبارك كان عادة من التابوهات ولكن الاحداث الاخيرة دفعت الموضوع الي ان يطفو علي السطح مجددا.

فعلي مدار الشهران الاخيران، اكثر من 130 عضو في جماعة الاخوان المسلميين الي جانب ثلاثة من كبار قادة الجماعة تم القاء القبض علهم واتهامهم بتهمة الاننتماء الي تنظيم دولي، محللة الجريدة هذا التصرف بان تلك الضربات تستهدف بلاساس تحييد الجماعة في قضية الخلافة في حالة ان كان الرئيس مبارك معتلا او في حالة تنحيه او وفاته وخصوصا مع القاء القبض علي عبد المنعم ابو الفتوح القيادي الاخواني وعضو مكتب الارشاد بالجماعة والامين العام لاتحاد الاطباء العرب.

الصحيفة لم تغفل في تناولها التسأولات التي طرحت في نفس الوقت عن التحركات التي يقودها جناح داخل الحزب الوطني من اجل استصدار قرار رئاسي بحل مجلس الشعب رابطة ذلك بصورة مباشرة بموضوع خلافة مبارك

اما عن الاحتمالات التي وضعها كاتب التقرير حول من سوف يخلف مبارك فلقد حصرت الامر بين شخصين فقط، اولهم جمال مبارك نجل الرئيس، والثاني هو السيد عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، واستشهد كاتب التقرير بما قاله احد المشئوليين الحكوميين" بأنه من الصعب التنباء الان بمن في الجناحيين سوف يحظي بدعم المؤسسة العسكرية "، الصحيفة نقلت ايضا عن الدكتور اسامة الغزالي حرب" عضو الحزب الوطني الاسبق واحد اقطاب المعارضة الحاليين قوله "اللحظة الحالية هي لحظة غير عادية بالنسبة للجميع الذين يتسألون عن ماذا سوف يحدث يعد مبارك"

التقرير ركز وبشدة علي الحالة الصحية للرئيس مبارك والتي باتت محل للتساول مرة اخري وذلك بعد ان تناولها احد الصحفيين من قبل في عام 2007 والذي تم توجيه اليه تهمة تدمير الاقتصاد القومي، الا ان الامر عاد ليطرح نفسه من جديد ولكن الامر هذه المرة له جذوره فمبارك الذي اصيب بصدمة عقب وفاة حفيدة امتنع عن الظهور في وسائل الاعلام لمدة تزيد عن اسبوعان، وقد بدا ذلك واضحا وبشدة في زيارة الرئيس اوباما لمصر، فمبارك لم يذهب الي المطار لاستقباله كما انه لم ينزل درجات سلم الشرفة للترحيب به عند وصوله ولكنه انتظر صعود اوباما اليه..

"الناس في حالة تخوف من ان يجدوا البلاد تدخل في مرحلة انتخابات مفاجئة، وخصوصا ان مبارك البالغ من العمر 81 عاما، لا يبدوا في حالة صحية جيدة" هكذا كان تصريح احد المحللين السياسيين للجريدة، والذي طلب من كاتب التقرير الا يشير الي اسمه خشية ان يتعرض للنيل منه.

علي جانب اخر تناولت الصحيفة رفض الرئيس مبارك تعيين نائب له، موضحة انه في حالة وفاة مبارك فأن رئيس مجلس الشعب سوف يتولي الحكم الي ان يتم اجراء انتخابات رئاسية شكلية يتم من خلالها انزال مرشح الحزب الوطني خصوصا مع غياب احزاب حقيقية عن الساحة، الا ان جمال مبارك وعلي الرغم من وضعه القوي داخل الحزب الوطني الا انه غير مضمون ان يحظي بدعم المؤسسة العسكرية. هكذا اشار عدد من المحلليين السياسيين

وفي نهاية التقرير اشار كاتب التقرير الي تصريحات الدكتور مصطفي كمال السيد استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية التي ادلي بها للجريدة والتي اشار فيها الي ان" النظام المصري هو نظام فردي الي اقصي درجة، حيث تلعب شخصية الرئيس دورا هاما جدا، مؤكدا ان اختيار الرئيس يكون من خلال مجموعة ضيقة جدا، وقد يكون قرار فردي يصنعه الرئيس نفسه"