تلقينا علي احد الايميلات االخاصة بنا رسالة من احد الشباب متعلقه بما نطرحه علي هذه المدونة واليكم الرسالة التي ارسلها احد الشباب حول مستقبل الحكم في مصر
الحديث عن مستقبل الحكم فى مصر يعد من اكثر المواضيع حساسية فى الوسط السياسى المصرى ، وقد زاد من هذه الحساسية الغموض المتعمد الذى يتعامل به نظام الرئيس مبارك فى هذه المسألة ، ومع وجود تفسريات كثيرة لاسباب هذا الغموض الذى لم يعرفه الشعب المصرى فى عهدى عبدالناصر والسادات ،الا ان احد هذه التفسيرات يرى ان الغرض من هذا الغموض هو توريث الحكم لنجل الرئيس عن طريق انتخابات مفبركة كما هى العادة المصرية ، تضع المصريين جميعاً امام امر واقع جديد ، وقد استغل الحزب الوطنى -المستفيد الاول والاوحد من وصوله للحكم ورجال اعماله- هذه الاجواء لتهئية الرأى العام المصرى ، بل والعالمى أيضاً ، لقبول جمال مابرك على انه الرئيس الانسب لمصر بعد الرئيس مبارك ، وقد نجحوا بالفعل الى حد بعيد بمساعدة طليقة من الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية فى جعل فئات كثيرة من عامة الشعب المصرى مستسلمة ولا أقول راضية لهذا الواقع المرير ، على الجانب الاخر ، بدأنا نلاحظ تلميحات من ان قلب مصر الصلب . اى قواتها المسلحة هى الاحق والاجدر لقيادة الوطن وانتشاله من الانحدار الشديد الذى وصل اليه ، وهنا يبرز اسم اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة -كأبرز المرشحين لخلافة مبارك . لكن الملاحظ ان هذا السيناريو يجد شعبية بين اوساط النشطاء السياسيين وليس بين العامة التى لم ترى الا مشروع التوريث يتم تسويقه ووتلميعه لها كى لاتجد له بديلاً .
على المستوى الخارجى ، نرى ان معظم الصحف الاجنبية وصلت بالفعل الى الاستنتاج بأن عمر سليمان وجمال مبارك هما المرشحين الرئييسين لخلافة مبارك . وهم ايضاً يحاولون تكوين وجهة نظر من كل منهما انطلاقا من اهمية دور مصر الاستراتيجى فى المنطقة بطبيعة الحال ، فأن عمر سليمان بحكم المنصب المهم الذى يتولاه ، يعتبر معروفاً لدى الدول الفاعلة فى المنطقة وخاصة بعد تولى المخابرات العامة ملف غزة فى السنتين الاخيرة ، لذا فهو لايحتاج ان يسوق نفسه لهم ، اما جمال ، نجل الرئيس ، فبحكم خبراته المحدودة جدا فى مجال السياسية ، وعدم القبول الشعبى الواسع الذى يصطدم به ، فإنه يسعى بكل ما اوتى من قوة لكسب تأييد دولى يكون الورقة الرابحة له ، وربما تكون الوحيدة فى خطته للاستيلاء على عرش مصر ، وهو بهذا يراهن فقط على الايتدخل الغرب فى مسرحية الانتخابات التى تمكن من السلطة ليتم طبخ النتيجة وهضمها من الغرب
فى محاولة لإقناع الغرب به يستخدم جمال مبارك سلاحيين اساسيين ، الاول هو قدرته على حفظ الاستقرار فى المنطقة على طريقة والده وبهذا يضمن الامن التام الاسرائيل من الجانب المصرى ، والثانى من دوره فى ابعاد الاخوان المسلمين _الشبح الاكبر للغرب_من السلطة مع تأكيده على تدعيم المواطنة ودور الاقباط فى مصر .
بالنسبة لسلاحه الاول ، فيبدو أن قلة خبرته السياسية هو ومن معه من رجال اعمال هواه سياسيا ، صورت له انه سيحكم بلد مستقر وربما ايضاً غرور القوة التى يتمتع بها عن طريق جهاز امن الدولة الذى تحول الى جهاز امن مشروع التوريث ، قد ساعد على تصوير هذا الوهم له
الا ان الواقع الذى لايريد ان يراه هو انه لو أتى على رأس الحكم فى مصر المخطط لها ، سيكون فاقداً لأى شرعية تحميه من الشعب المصرى الذى يدرك ان الانتخابات ما هى الامسرحية ، واذا كان الشعب المصرى رغم الاحتجاجات المستمرة مازال يحترم شرعية مبارك فى الحكم كأحد قادة حرب اكتوبر وكرئيس أتى فى فترة عصيبة بعد اغتيال الرئيس السابق ، فليعم جيداً ان هذا لن يكون الوضع معه ، بل على العكس ، فجمال مبارك هو الرئيس الفعلى لمصر على الصعيد الداخلى منذ اكثر من خمس سنوات ، وهى الفترة التى شهدت انحداراً شديداً فى المستوى المعيشى للمواطن مع ازدياد غير مسبوق فى الفجوة الطبقية بمصر، ومع تزايد مروع للقبضة الامنية على كل مناحى الحياة فى مصر _ وهو بالمناسبة ماينفى عنه صورة الرئيس المدنى المنتظر . كل هذه التجربة السلبية معه تجعل الاستقرار المهتز حالياً فى مصر_ حلماً بعيد المنال عنه وعنا ، بل يجعلنا نخاف من انفجارات قد تحدث ولايقدر عليها جهازه الامنى _خاصة وانه ليس له الدعم المعهود دائماً من القوات الملسحة_ قد تطيح بالنظام المدنى المصرى بالكامل ، وستكون نحن اول المتضررين وليس اسرائيل .
وبالنسبة للسلاح الثانى وهو دوره فى ابعاد شبح الاخوان عن حكم مصر ، فالصورة الحالية للوضع تبين انه سوف يستخدم الاخوان كفزاعة بطريقة اكبر من والده ، وفى سعيه للعمل فى ذلك فهو فى الواقع هو اجهزته الامنية وحزبه يساعدون على نشر افكار الاخوان بين جميع طبقات الشعب واذكاء نار الفتنة الطائفية بطرق غير مباشرة مما ادى الى حالة من حالات الاحتقان وصل للطبقات المفترض انها مثقفة وجامعية والتى كانت اقل طبقات الشعب المصرى تأثراً بالافكار الوهابية التى تذكى روح الفتنة ، وانا هنا اتشكك كثيرا فى دور جهاز امن الدولة من تلك الحملات التى تتصاعد بشكل ملحوظ فى الفترة الاخيرة ، فاذا كان يضرب بيد من حديد على اى معارض للوريث المنتظر وحتى جماعة الاخوان كتنظيم ، الا انه اما ان يقف موقف المتفرج من حملات نشر الافكار الوهابية او انه يغذى هذه الافكار بين العامة على جميع المستويات ليتواصل حالة احساس الاقباط بالعزلة والتفرقة ليتوجهوا فى الداخل والخارج للمرشح الذين يظنون انه سيحميهم من الاخوان ، وهم لايعلمون انه يلعب نفس لعبة السادات ولم يتعلم الدرس، ولكن سعيه الحثيث لايهام الاقباط وخاصة فى الخارج بأنه الوحيد القادر على حمايتهم كى يساعدوه لدى الادارة الامريكية كى يصل الى مبتغاه وهم لايعلمون انه واجهزته الامنية هم وقود هذه الفتنة ثم ضمان استمرارهم فى الحكم بعد هذا ، ولم تنطفىء نار هذه الفتنة
والافكار المتطرفة إلا بإقصاء هذه الزمرة التى تبقى مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن ، واستبدالهم بنظام حكم قوى يستند على شرعية حقيقية ، قادر على فرض سيطرته على اى افكار متطرفة فى مهدها ويقاومها بنظام ديمقراطى حقيقى يسمح للتيارات الليبرالية وجميع التيارات الاخرى بالعمل فى حرية لتجتث هذه الافكار من أساسها وهو ما لم ولن يسمح به جمال مبارك ليكون البديل الاوحد لمسرحياته وأخيراً فإن مواجهة فكر الوهابية والاخوان اهم بكثير جداً من مواجهتهم الامنية كتنظيمات ، لانهم لن يكبروا وينتشروا الا بوجود هذه الافكار فى المجتمع
ويبدو ان الاخوان وصلتهم هذه السالة ، مما دفع المرشح للمرشد العام لهم بمغزالة جمال مبارك بتصريحاته الاخيرة لدفعه لعقد صفقة معه وهو ما اعتقد انه سيحدث اذا صل فعلاً للحكم .
الاستقرار ، هذه هى كلمة السر فى تحديد مستقبل الحكم فى مصر ، هى العامل المرجح لاى مرشح يبغى اعتلاء عرش الرئاسة فى مصر ، وهى ماتبحث عنه الدول الفاعلة فى المنطقة وكذك الشعب المصرى ، كلاً من وجهة نظره ، بالنسبة للخارج فهو يهمه أولاً كما هو معروف امن اسرائيل والتزام مصر تجاه عملية السلام ، ولكى يحدث هذا يجب ان تكون الاوضاع الداخلية فى مصر مستقرة ، خاصة وأننا مقبلون على فترة جديدة يحتاج الغرب فيها لمصر لتقوم بدور استراتيجى فى الصراع الاقليميى الذى بدء بالفعل مع ايران ، بجانب انه هناك بعض الدوائر البحثية فى الغرب التى تجد فى مصر مرشحة قوية للتحول الى الاصولية الاسلامية اذا لم يتمتع نظام الحكم فى مصر بالقوة الداخلية والاستقرار الكافى ،وهذا هو الكابوس المرعب لهم ولنا فى ذات الوقت بعد ان اصبحت مصر بالفعل تربة خصبة لهذا التحول وهذا هو السبب الرئيسى الذى يدفع الناشطين السياسيين فى مصر بإتجاه قبول نظام حكم يضمن للوطن الاستقرار والقدرة على الحفاظ على الطابع العلمانى الذى وضعت بذوره ثورة يوليو .
اقول هنا ان الشعب المصرى قد يستفيد من هذا الاستقرار ، وليس الجمود كما هو الحال الان ، فنظام الرئيس مبارك استغل هذه الكلمة السحرية "الاستقرار" اسؤا استغلال ممكن حتى وصل بنا الى حالة من حالات الجمود فى التفكير والفعل لم نصل اليها فى تاريخنا من قبل مما ادى بنا الى التراجع والتدهور فى جميع المجالات ، فالاستقرار الذى اتكلم عنه هو استقرارا سياسى يسمح بديناميكية فى الحياة السياسية يؤدى الى التطور فى جميع المجالات وليس العكس ، وهو مايعنى ان يكون النظام القادم قادر على استيعاب ان ضمان الحريات السياسية للشعب المصرى
هو اكبر ضمان لاستقرار الوضع فى مصر ومحاصرة اى نوع من انواع التطرف ، وبذلك يستئصل بذور الاصولية التى سمح جمود الوضع فى مصر بزراعتها على مدار الثلاثون عاما السابقة
من يضمن يضمن هذا الاستقرار ؟ هذا هو سؤال المليون جنيه التى تحاول الاطراف المتصارعة الظفر به ، ولكننى اعتقد ان الاجابة واضحة لاى قارىء فى التاريخ وخاصة المصرى وفى تطور الديمقراطيات العالم المختلفة ، ففى غياب الديمقراطية الحقيقية . وليس الديكور على طريقة الرئيس مبارك وابنه من بعده يكون الضامن الوحيد لهذا الاستقرارا هو القوات المسلحة . قد يبدو الامر وخاصة فى الخارج ان هذا يبعدنا عن الديمقراطية ، لكن ردى عليهم بأن خيار الرئيس المدنى الذى يحكم بالقبضة الامنية لايقربنا لها ايضاً ، هذا بجانب القبول الشعبى لدور القوات المسلحة بعكس استياءهم التام من القبضة الامنية لوزارة الداخلية الحليف الاكبر لجمال مبارك . وتأتى الاحداث الاخيرة التى تكتمت عليها اجهزة الدولة خير دليل على ماقول وهى واقعة ذهاب دفعة من الكلية الحربية لتكسير قسم شرطة 15 مايوم لتأديب مأمور القسم وضباطه ووقوف اهالى المنطقة لتشجيع طلبة الحربية بنظرة شامته لضباط الداخلية ورفضهم حتى الشهادة معهم فى التحقيقات ، ودلائل هذه الواقعة كثيرة ومتشابكة ، ولكن اوضحها هو الفجوة السحيقة بين القوات المسلحة والشرطة والى اى مدى ممكن ان تصل اذا تطورت الامور ، وكذلك وقوف الشعب بجانب الجيش ، وحتى وان كان مخطىء ، فى وجه الجهاز الحامى لنجل الرئيس . واذا وضعنا هذا فى الاعتبار بجانب انباء تفيد عن عدم قبول الغالبية العظمى من ضباط القوات المسلحة لجمال مبارك ، فأن اعتقد ان إجابة سؤال المليون جنيه اصبحت واضحة ، القوات المسلحة هى فعلاً الاقدر على قيادة هذا الوطن فى هذ المرحلة الحرجة ، بشرط ان نتعلم من اخطاء ثورة يوليو وهمها الانفراد بالحكم وكبت الحريات السياسية لتكون الداعم الاكبر لاستقرار الوطن مع تطوره .
هنا يأتى دور السيد اللواء عمر سليمان ، فهو بجانب انه خير ممثل للقوات المسلحة ، فهو يمتلك خبرة كبيرة لم تتوفر فى اى من الرؤساء السابقين _ والحالى طبعاً_ عندما اتوا للحكم ، فوجوده على رأس جهاز المخابرات العامة افاده من حيث الحنكة السياسية فى تعامله مع جميع الاطراف الخارجية على مدار العقدين السابقين ، وهو ما يعنرف به كل من تعاملوا معه من كل الاتجاهات خصوصاً على الصعيد الخارجى ، اما فى الداخل فجهاز المخابرات العامة يتميز بسمعه حسنه بين الافراد العاديين منعامة الشعب ابعدته عن شبهة الفساد التى نالت من كل المؤسسات الحكومية تقريباً فى عهد مبارك ، حتى وان كان هذا البعد عن الفساد ليس واقعياً كما قد يعرف بعض من هم فى مجال السياسية ممن رأوا اوجه من الفساد فى هذا الجهاز . الا ان سمعته لاتقارن مثلاً بجهاز امن الدولة الذت يتمتع بسمعه سيئة للغاية على جميع المستويات ، فالدور الوطنى الذى تقوم به المخابرات العامة قد يغفر لها لدى الشعب المصرى الكثير من اخطائها ، ولكنه غفران مؤقت مرهون بمدى جدية النظام الجديد فى مواجهة الفساد المستشرى ووضع اسس مرحلة انتقالية تنقل نظام الحكم المصرى من حكم الفرد والديكتاتورية الى نظام ديمقراطى مبنى على التعددية وتداولا السلطة
التجربة السياسية الحالية فى مصر اوصلت العديد من المحللين السياسيين فى مصر_حتى فى صفوف المعارضة_ الى قناعة بأن الشعب المصرى بالفعل ليس جاهز للديمقراطية لعدد من الاسباب ، اهمها انتشار الافكار الاصولية على نطاق واسع بين جميع طبقات الشغب ، وهذا بفعل الحكم الديكتاتورى المستبد على مدى العقود السابقة بجانب استخدام هذا الفكر لاهداف سياسية كما سبق وناقشنا فى المقال السابق عن استخدام مبارك الابن لهذه الافكار للترويج لمشروعه الخاص . وهذا الاستنتاج المؤسف والواقعى يجعل املنا الوحيد الوحيد للنهوض بهذا البلد هو ان يمر بفترة انتقالية يتعلم فيها كيفية ممارساة الحريات السياسية وقبول الاخر ، ليمتلك هذا الشعب بعد هذه الفترة زمام الامور من خلال ديمقراطية حقيقية ، هذه الفترة الانتقالية تتطلب نظام مبنى على اسس قوية ، ، له قبول فى الشارع المصرى والعالمى يكون مشروعه القومى هو الحرية والديمقراطية للشعب المصرى فى خلال فترة معينة يعلن عنها عند بداية توليه السلطة . ولهذا فإن السيد عمر سليمان هو الوحيد القادر على ان يقود النظام من خلال تلك المعادلة الصعبة اذا اراد ان يحضر لنفسه اسماً فى تاريخ مصر ، بالطبع لا احد يستطيع ان يضمن ان يسير فى هذا الطريق اذا قدر له قيادة هذا الوطن ، وهنا يأتى دور المعارضة المصرية التى ينبغى ان تكون فاعلة لاقصى درجة فى تلك المرحلة الفاصلة فى تاريخ مصر .
كبرى التحديات فى هذه الفترة الانتقالية سوف تكون المواجهة مع الاخوان المسليمن والتنظيمات التابعة لهم ، فهم يمتلكون بالفعل ارضية قوية فى الشارع يتفاخرون بها دائماً ، وقد علمتنا التجربة ان التعامل الامنى معهم قد يزيد من شعبيتهم وليس العكس وهو مايدفعنا الى اجبارهم على التخلى عن شعاراتهم الدينية او الترويج للأفكار المتطرفة التى تخدم مصالههم فى مقابل دمجخم فى الحياة السياسية كحزب مدنى له خلفية دينية على غرار النموذج التركى
وهم بالتاكيد سيقاومون بذلك بشدة لانه سوف يجعلهم يتخلون طواعية عن سلاحهم الرئيسى وهو الشعارات الدينية ، فى ظل مناخ تنافس قد يذهب بقواعدهم الشعبية الى احضان التيارات الاخرى ، ولكن هناك مؤشرات من داخل قياادتهم التنظيمية توحى باحتمال قبولهم لهذه الاطروحة اذا استدعت الظروف ومن هذا المنطلف نستطيع ان نفهم معغازلتهم لجمال مبارك وبعدهم عن اللواء عمر سليمان . فهم يعرفون ان جمال مبارك يحتاجهم فعلا لانه بلاشعبية وسيقود نظام ضعيف غير مستقر اذا اتى فهو بالتالى سيكون على استعداد ان يعقد معهم صفقات كما فعل السادات من قبل ، تزيدهم قوة ولاتضعفهم ، بالذات على مستوى القواعد الشعبية كما هو حاصل الان . وفى الوقت ذاته ، يهاجمون السيد عمرسليمان بشدة ، فهم يروا انه يتحامل على حماس_الابن الشرعى للاخوان_وهو يضغط عليهم بشدة انطلاقا من خوفه على الامن القومى المصرى ، كما انهم يعرفون انه اذا اتى للحكم ، لن يحتاج لهم ولاان يعقد معهم صفقات ، بل الاغلب انه سيدفعهم دفعا الى النموذج التركى او يبتعدوا عن السياسة تماما ، ومثل هذا النظام القوى القادر على فرض مثل هذه الخيارات عليهم بالتأكيد ليس هو المفضل لديهم ، ولذلك بعس ما يتصور الكثيرون
فإن الاخوان يفضلون قدوم جمال مبارك وقد اذهب الى ابعد من ذلك فهناك دلائل تشير على احتمال عقد صفقة قريباً بينهم وبين جمال مبارك ومجموعته ، خاصة بعد التصريحات الاخيرة المتضاربة لمحمد حبيب المرشح الاقوى لمنصب المرشد العام حالياً _ بخصوص مدى قبولهم لجمال مبارك كرئيس .
كل هذا يجعلنا عندما نتساءل فى الداخل او الخارج عن مستقبل الحكم فى مصر / ان نحاول رسم صورة واضحة لواقع الامور بعيداً عن اى مؤثرات سطحية ، لنفهم كيف ينظر كل طرف فاعل فى الداخل والحارج لهذه المسأءلة طبقاً لمصالحه ، ولكن المشكلة ان الطرف الاهم والمتأصر فى هذه المعادلة والمتأثر الاكبر بها ، ليس فاعلا فيها على الاطلاق ، انما ينتظر ما تخبئه له الاقدار ، وهذا الطرف بالطبع هو الشعب المصرى