"عمر سليمان" وقيادة المرحلة الانتقالية



"عمرو الشوبكي" يسأل: من هم هؤلاء الإصلاحيون الكامنون داخل الدولة والمستعدون أن يأخذوا المشرط ويبدأوا العملية الجراحية من أجل إصلاح هذا البلد؟؟
سياسيون مصريون: "سليمان" هو القادر علي قيادة التحول الانتقالي في مصر.

اثارت المبادرة التي طرحها المفكر المصري الاستاذ محمد حسنين هيكل في حواره مع جريدة المصري اليوم حالة من الجدل داخل اوساط السياسيين المصريين، مابين مؤيد ومعارض، فمبادرة هيكل والتي بدت في نظر الكثير من الساسة والمفكرين المصريين اساسا جيدا وتتوافر فيها المباديء العقلانية التي يمكن ان ترتكز اليها المعارضة في مفاوضاتها مع السلطة، بدت في نظر البعض الاخر حالمة وحسنة النية اكثر من المتوقع.

الجدير بالذكر ان "هيكل" كان قد طرح وفي حواره مع جريدة مصري اليوم مباديء ترتكز اليها مرحلة انتقالية (الفكرة التي طرحها الموقع الالكتروني من قبل) يتم فيها صياغة عملية التحول الانتقالي في مصر خلال الفترة القادمة، فلقد دعا "هيكل" الي تشكيل مجلس امناء للدولة والدستور يتولي قيادة مصر خلال المرحلة الانتقالية، ويتشكل هذا المجلس من 12 شخصا من بينهم عمر سليمان وعمرو موسي والبرادعي واحمد زويل الي جانب اسماء اخري من النخب المصرية التي يثق فيها الشعب المصري ويؤمن بنزاهتها علي ان تتم عملية الانتقال في وجود المؤسسة العسكرية كمشرف علي عملية الانتقال.

د. عمرو الشوبكي ( المحلل السياسي المصري والكاتب المعروف) وفي اول رد له علي المبادرة المطروحة، أكد علي ان تلك المبادرة تٌعد بمثابة رغبة في اصلاح الاوضاع القائمة وليس قلبها، وان "هيكل" يري ان التغيير أو بدء الإصلاح سيأتى من داخل النظام وبالتوافق مع رئيسه وقادته. وتسأل المحلل السياسي المصري قائلا "من هم هؤلاء الإصلاحيون الكامنون داخل الدولة والمستعدون أن يأخذوا المشرط ويبدأوا العملية الجراحية من أجل إصلاح هذا البلد، دون هدم النظام أو إهانة الحكم".

وفي تصريح خاص من احد الساسة المصريين لأحد صحفيي جريدة "النيورك تايمز" تعقيبا علي المبادرة المطروحة، فقد اكد احد المقربيين من دائرة الحكم في مصر ان اللواء عمر سليمان هو احد الاشخاص القادرين بقوة علي قيادة عملية التحول الانتقالي، لما يتمتع به من ثقة ومصداقية داخل النظام وخارجه، وان التهديد الوحيد لمثل هذه المبادرات هي نفوذ نجل الرئيس الذي تقف مجموعته في وجه اي مشروع اصلاحي قد يأتي من داخل النظام.

وفي نفس السياق، فقد شن عدد من كوادر الحزب الوطني المنتمين الي "جناح مبارك الابن" هجوما حادا علي ما تم طرحه من افكار في هذا الصدد ووصفوه بانه محاولة للتغطية ولفت الانتباه بعيدا عن مؤتمر الحزب الوطني.

وعلي الرغم من المحاولات المستمرة الذي يبذلها عدد من كتاب السلطة في مصر محاولين التشويش علي اي مبادرة قد تطرح فكرة الاصلاح من داخل النظام الا ان الكثيرون قد اثنوا علي الفكرة كمبدأ عام يمكن تطويره والعمل عليه من اجل الوصول الي اقتراح قابل للتنفيذ يستند الي فكرة الاصلاح من الداخل وبالتراضي والتوافق مع النظام الحالي اعتمادا علي اشخاص يتمتعوا بمصداقية من الجميع، سواء من داخل النظام او خارجه ..