ديلي تلجراف ترى أن "عمر سليمان" الأصلح لخلافة مبارك


كتب David Blair ديفيد بلير في صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية تحليلا، حول قضية إنتقال الحكم في مصر، وهي القضية التي تطرح من آن إلى آخر، ويتداخل فيها عدد من الأسماء والشخصيات، التي يرى البعض أنها لا يمكن أن تسد فراغا رئاسيا محتملا، ليس من ناحية عدد المرشحين، ولكن من ناحية مدى كفائتهم، حتى ولو تعلق الأمر بنجل الرئيس وأمين سياسات الحزب الحاكم جمال مبارك. ولكن ما نشر في "ديلي تليجراف" يذكر مجددا بشخصية حاضرة بقوة في الملف الفلسطيني بالتحديد، وهو مدير (EGIS) "المخابرات المصرية" Egypt's intelligence service اللواء عمر سليمان، الذي إعتبره الكاتب واحدا من أهم رؤساء مخابرات العالم، هذا بالإضافة إلى وجهة نظره القائلة بأن الرجل الذي حافظ على مكانة طيلة 23 عاما تحول إلى أحد أهم الشخصيات في الشرق الأوسط، معتبرا أنه يرأس واحدا من الأجهزة الخطيرة في العالم وأنه تخصص في حل المشاكل المستعصية. التحليل ينتقل إلى مدى ثقة الرئيس مبارك بمدير المخابرات عمر سليمان، ويعتبر أن الرئيس المصري يعطية مكانا هاما ويثق فيه بشكل كبير، ويبدي الكاتب دهشة من قدرة سليمان على إكتساب ثقة الجميع، فهو محل ثقة الفصائل الفلسطينية المتنازعة فيما بينها من جانب، ومحل ثقة للإسرائيليين أيضا، وهي مفارقة كبيرة، وأنه في الوقت الذي ترفض فيه حماس الحديث مع إسرائيل والعكس، يتحدث الجانبان مع مدير المخابرات المصرية، ويشير الكاتب إلى أن ملف غزة ليس نهاية المطاف، فللرجل مهام أخرى في السودان، وليبيا السعودية، فيما يعتبر أحد الشخصيات الهامة في الحرب على الإرهاب "war on terrorism". كما يشير إلى سماته الشخصية، فهو طويل القامة منحني الظهر قليلا، يفضل اللون الأزرق الداكن، وشاربه الرمادي على نسق العسكريين البريطانيين في سنوات الأربعينات من القرن الماضي، هذا بخلاف خبرته في هزيمة التطرف الإسلامي، وأنه الوحيد الذي إقترب من تحقيق هذه المهمة في بلده. وتقول الصحيفة عبر الكاتب ديفيد بلير، أن عمر سليمان قد يخرج من الظل ليصبح قائدا لمصر، فالرئيس مبارك الذي يحكم أكبر دولة عربية منذ 28 عاما إقترب من 81 عاما من عمره، أضف إلى ذلك عدم ثقته في أحد ممن حوله، معتمدا على أشخاص معدودين على رأسهم الجنرال سليمان، معتبرا أنه أقوى ثاني شخصية في مصر بعد مبارك. سليمان من وجه نظر الصحيفة شريك هام للحكومة البريطانية، كما أن الجهاز الذي يرأسه لديه علاقات وثيقة بالإستخبارات البريطانية الخارجية MI6 خاصة في مجال تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب. وتشير الصحيفة إلى أن حياته تركزت في المعركة ضد التطرف الإسلامي، خاصة وأن مصر أفرزت شخصيات أمثال سيد قطب، وأن جماعة الإخوان المسلمين هي القوة التي تحرك هذا التطرف "على حد قول الصحيفة"، التي أضافت أن عمر سليمان ولد عام 1935 في قنا "صعيد مصر"، المحافظة الفقيرة التي تقع على ضفة النيل، وإلتحق بالجيش حين كان في التاسعة عشرة من عمره هربا من الفقر، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية عام 1954، وعندما بلغ سن 21 عاما قام جمال عبد الناصر بكسر آخر أركان الإحتلال الإنجليزي وأعلن تأميم قناة السويس في عام 1956، كما أنه شارك في حربي 1967 و 1973. وتقول الصحيفة أن نجاح عمر سليمان لم يظهر واضحا في بداية عهد مبارك الذي تولى عام 1981، ولكن مع توليه منصب نائب مدير المخابرات العامة أصبح بمقدوره الإتصال المباشر مع الرئيس مبارك. وفي عام 1993 أصبح مديرا لجهاز (EGIS) المخابرات العامة المصرية، في ذروة نشاط جماعة "الجهاد"، و"الجماعة الإسلامية" حيث تم تنفيذ عمليات إرهابية في مصر في تلك الفترة. وأشار الكاتب إلى محاولة إغتيال مبارك في أديس أبابا عام 1995، وأن المحاولة إعتمدن على أن مبارك سوف يستقل سيارة عادية ليست مصفحة، ولكن الفضل كان للجنرال سليمان في التأكيد على الرئيس بأن يصطحب معه سيارة مصفحة في تلك الرحلة ليتنقل بها داخل أديس أبابا، لذا فقد نجا مبارك، وولدت الثقة في شخص عمر سليمان. وتشير الصحيفة إلى تجربة مصر في مواجهة التطرف الإسلامي من خلال الأساليب التي أصبحت موضع خلاف، وإشارة البعض إلى أساليب وحشية استخدمتها داخل السجون، ولكنها تعتبر من التجارب القليلة في العالم للقضاء على التمرد الإسلامي "على حد قولها"، وهنا تأتي الإشارة إلى جهاز مباحث أمن الدولة، الذي يشبه عمله، عمل جهاز الأمن الداخلي في بريطانيا MI5، ولكنها أشارت إلى دور المخابرات في هذه المهمة. وترى الصحيفة أن الجنرال سليمان قد يدخل القصر الرئاسي بهذه الخبرات، وأن حلفائه في الغرب سوف يؤيدونه لتولي الحكم، ومع ذلك قد لا يكون ليه نفس الخبرات في مجالات أخرى مثل الإقتصاد، هذا إن لم يكن الحديث عن المدارس والمستشفيات، ولكن لدى سيلمان باع طويل في الدبلوماسية والاستخبارات، ومكافحة الإرهاب، الأمر الذي يتيح له قيادة البلاد التي تعيش في فقر شديد.


لينك المقال بالصحيفة الاجنبية
http://www.telegraph.co.uk/comment/personal-view/4800970/The-fixer-in-the-shadows-who-may-emerge-as-Egypts-leader.html#comments