صحيفة "جيروزاليم بوست" : " قلق يسطر علي نظام مبارك ازاء تنامي شعبية سليمان"




"مبارك ورجاله نجحوا في منع ظهور اي مرشح قوي لخلافته"

" كل من بزغت اسمائهم من مسئوليين كمرشحيين رئيسيين لخلافة مبارك وجدوا انفسهم الان في منازلهم"

"
"مؤيدي جمال مبارك باتوا في حالة صدمة ازاء الحملة المبكرة لدعم سليمان


تحت عنوان" قلق يسطر علي نظام مبارك ازاء تنامي شعبية سليمان" نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرا تؤكد فيه وجود حالة من القلق البالغ بين مصادر رفيعة المستوي في نظام مبارك نشأت في الفترة الاخيرة ازاء تنامي شعبية اللواء عمر سليمان

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته منذ ايام الي ان الرئيس مبارك – والذي قضي فترة طويلة من اجل تجهيز ابنه لخلافته- يتعرض الان لضغوط شديدة من قطاع من المصريين يفضلون عمر سليمان خليفة له.

كما تشير الصحيفة في نفس التقرير ايضا-نسبة الي مصادرها- الي ما قيل عن جمال مبارك وما سيطر عليه من حالة من الخوف ازاء ازدياد شعبية سليمان وتنامي الدعوات المطالبة بترشيح الثاني لرئاسة الجمهورية.

الصحيفة التي استندت الي مصادر من قلب العاصمة المصرية اوضحت ان كثرة الحديث عن عمر سليمان في الفترة الاخيرة قد يأتي بنتيجة عكسية، تهدد بالاطاحة به بعيدا عن منصبه، فهو يحظي بتقدير بالغ من رجل الشارع المصري، غير انه معروف عن النظام المصري محاولته التخلص من كل شخص يحظي بالاعجاب والتأييد الشعبي، فمبارك ورجاله نجحوا في منع ظهور اي مرشح قوي لخلافته، وان كل من بزغت اسمائهم من مسئوليين حكوميين كمرشحيين رئيسيين لخلافة مبارك وجدوا انفسهم الان في منازلهم.،"

وقد اكدت مصادر الصحيفة الي ان مؤيدي جمال مبارك باتوا في حالة صدمة ازاء الحملة المبكرة لدعم سليمان، والتي قادها عدد من الشباب المصري، وواحدة من اهم وسائل تلك الحملة مدونة صممت تحت شعار "لا لجمال ولا للأخوان" والتي يحررها عدد من المدونين المصرين ،الذين قاموا بتزويدها بعدد من المقالات، والصور والاخبار التي تؤكد لماذ يرون في عمر سليمان انه الانسب لخلافة مبارك

وقالت الصحيفة (استنادا الي مصادرها) ان الاستطلاعات التي قام بها مؤيدي سليمان اوضحت ان المصرين يفضلوا سليمان لخلافة مبارك عن مبارك الابن، و ان حوالي 12 مليون مصري حريصون علي متابعة اخبار عمر سليمان مقارنة ببضعة الاف يتابعون اخبار باقي المسئولين الرسميين المصريين.


التحالف الجهنمي...


فى مفهوم الكثيرين ، أن السياسة لاعلاقة لها بالأخلاق ، وأن السياسة تعنى ان تتحالف مع الشيطان بل ان تكون الشيطان نفسه حتى تصل الى اهدافك ، وهذا فى اعتقادى فيه جزء كبير من الحقيقة والواقعية ، ولكن لكل شىء حدود ، وهذه الحدود تحددها المبادىء والمعتقدات التى يعتنقها الممارس للسياسة ، بحيث يكون أى تنازل يقوم به فى الممارسة السياسية لايتعارض مع ثوابته ومعتقداته أو الصالح العام ، وهنا تدخل السياسة فى نطاق "الغير اخلاقى" .

هذا مجرد طرح متواضع منى عن مفهوم "الاخلاق فى السياسة" أقتنعت به بناءاً على تجربتى الشخصية فى المعارضة المصرية ، وقد تختلف معه أو تتفق . والمثال الاوضح للسياسة "الغير الاخلاقية" فى التاريخ القريب ، هو مافعله الرئيس السادات بدعم تيارات الاسلام السياسى فى السبعينات للإطاحة بالتيارات الإشتراكية والناصرية القوية فى تلك الفترة ، فى مقابل التضحية بمبدأ "مدنية الدولة" الذى كان من اهم ثوابت الدولة المصرية الحديثة منذ إنشاءها على يد محمد على ، وقد دعمت ثورة يوليو هذا الاتجاه الذى اراه أنا شخصياً بأنه حميد _ ولكن ليس بالدرجة الكافية ، وذلك لغياب الليبرالية التى تستطيع حماية هذه المدنية . ولم يكن هذا هو المثال الوحيد للسياسة "الغير الاخلاقية" فى عهد السادات ، فقد كان صلحه المنفرد مع إسرائيل هو تجسيد اخر لها بإتخاذه قرار عزل مصر داخل حدودها وعدم اهتمامه بقيادة وطن عربى من حوله يحتاج لقيادة مثل مصر كما أن مصر تحتاج له للدفاع عن امنها القومى ، وقد كان هذا أحد ثوابتنا ايضا التى ضحينا بها من اجل سلام منقوص مع غسرائيل ادى بنا الى ما نحن فيه الان . ولكن ما أهمية هذا الكلام ، اهميته ان هذا الإرث الردىء من الممارسة السياسية "الغير الاخلاقية" أصبح هو المفهوم السائد بشكل عام للمارسة السياسية ، سواء للحزب الحاكم او حتى بين صفوف المعارضة ، ولذلك وصل بنا مستوى الاداء السياسى الى الحضيض ، وكثرت الاتهامات بالعمالة والتخوين ، وحتى السباب ، حتى اصبحت السمة المميزة للممارسة السياسية فى مصر ، فنحن جميعاً لانثق ابداً فى بعضنا البعض _ حتى مع من نقيم معهم تحالفات _ كما اننا لا نستطيع قبول رأى أو طرح مختلف الا واثرنا الشكوك من حوله وحول نوايا هذا الطرح ، هذا هو اسلوب التعامل السياسى الذى تربينا عليه بعد ان اصبح الفكر السائد هو ان اى شخص من الممكن ان يشترى . ولكن الكارثة الكبرى فى هذا الارث من عهد السادات ، هو التحالف الجهنمى الذى نشأ بين النظام الحاكم وتيارات الاسلام السياسى ، فبرغم ان السادات نفسه دفع الثمن ، بل والبلد كلها حتى أواخر التسعينات ،فإن النظام الحاكم لم يزل يراه أداة مفيدة لتنفيذ كثير من مخططاته ، بل ان كثيرين من المنتسبين للحزب الوطنى "الليبرالى" يعتنقون افكار هذه التيارات ، حتى انك لاتكاد تفرق بينهم وبين الاخوان المسلمين فى مجلس الشعب عند مناقشة اى قضية دينية ، وهو ما أدى بنا للحالة الراهنة بأننا نعلم جميعاً أن "مدنية الوطن" قد ذهبت أدراج الريح .

إن هذا التحالف الجهنمى "الخفى" ليس دائماً بالطبع ، فأجهزة الامن تعلمت من درس السادات بالأ يتجاوز الخطوط الحمراء المخصصة لهم والإ كان المصير هو الاعتقال الفورى ، ولكنه يطفو الى السطح فى احوال معينة ، عندما تتلاقى مصلحة الطرفين ، وأنا أبشركم بأن هذا الوقت قد اقترب وأن المصالح بدأت فى دخول مرحلة التلاقى .

ومشروع التورث هو نقطة التلاقى القادمة بين هذين التيارين الذين لايبغيان الا مصلحتهم الخاصة فوق مصلحة الوطن ، فمن المعروف طبعاً أن جهاز أمن الدولة هو اليد المنفذى لاوامر أمانة السياسات لتمرير هذا المشروع بأى وسيلة ، ولكن ما لايعرفه الكثيرون أن تيارات الاسلام السياسى _ من جماعات أو حتى أحزاب _ وصلت لاقتناع بأن قدوم جمال مبارك قد يكون أفضل الخيارات بالنسبة لهم _ كخطوة تمهيدية للوصول للحكم . فهم بالطبع لاينوون حتى محاولة طرح اى مرشح للرئاسة فى الفترة القادمة _ فهم يقرءون الواقع السياسى جيداً _ كما أنهم ايضاً _ وبحكم قراءتهم الجيدة تلك _ يعرفون أن النظام القادم سيكون إما جمال أو مرشح القوات المسلحة وهو اللواء عمر سليمان .

ولماذا يختار المتأسلمين جمال مبارك ؟ الأرجح انهم يعلمون انه اذا اتى سوف يكون بلاشرعية تذكر ، وقد يحاول التودد لهم لانه يحتاج لتأييد شعبى ، كما أن حالة من السخط الشديد سوف تسود بين جميع طبقات الشعب ، وهو مابرعوا فى توظيفه لصالح التوسع فى قواعدهم الشعبية ، أما أهم سبب فى اعتقادى هو انه ملائم جداً لان يكون "السلمة" التى تصل بهم الى الحكم من بعده ، فإذا تم استثمار حالة السخط العام لصالحهم مع عدم وجود تأييد كاف لجمال داخل الجيش ، فالأنقلاب عليه سوف يكون مهمة اسهل نسبياً من الانقلاب على رئيس من داخل الجيش ، كما أنه سوف يساعدهم على نشر تيارهم لسببين : اولهما ، للاستمرار فى سياسته فى قمع التيارات والاحزاب الليبرالية ، وعدم إعطاءها الفرصة كى يبقى حزبه الوطنى هو الخيار الوحيد ، وثانياً ، لاستخدامهم كفزاعة _ كما اعتادوا وأعتدنا _ للغرب لضمان استمراره فى السلطة . وبذلك تتضح لنا معالم التحالف الجديد القادم ، ولكن لاتكتمل ملامح هذا التحالف الا اذا استعرضنا اسباب معارضتهم لعمر سليمان ، من البديهى ان نبدأ بأنه لايتوفر فيه كل ماذكرته انفاً عن جمال مبارك كرئيس ، ولكن زاد عليه الدور الذى يقوم به اللواء عمر سليمان فى توحيد الصف الفلسطينيى والضغط على ابنتهم البارة_حماس_ كى يتواصلوا لاتفاق مع فتح ، وكأن هذا الدور جريمة ، من هنا جاء استخدامهم لألفاظ العمالة والتخوين _كما اعتادوا بوصف كل من يخالفهم الرأى _ لإظهاره بأنه هو السبب فى معاناة الشعب الفلسطينى ، بل والمنفذ للأجندة الاسرائيلية والامريكية _ بالمرة .

لقد نجحوا فى الاونة الاخيرة فى تحويل القضية الفلسطينية الى قضية حماس ، أما فتح فهم خونة ، نحن هنا لسنا بصدد الحكم على اى منهما ، فكلاهما أخطأ أخطاء جسيمة أضرت بالقضية الفلسطينية ككل ، والسبيل الوحيد للعودة للطريق الصحيح هو ان تعود قضية فلسطين قضية قومية وليست دينية ، وقضية كل الفلسطينين وليس حماس وحدها ، أما عن دور اللواء عمر سليمان فأنا لست مطلع على تفاصيله _ ولا أى منا _ لكى أحكم عليه ، غير انه يحاول العمل بما هو متاح له ، فلم يكن هو م اتخذ قرار السلام مع اسرائيل ولا هو من جاء بالهيمنة الامريكية على المنطقة ، فذلك كله موجود قبل ظهوره فى الصورة ، حتى حرب غزة الاخيرة ، فالقرار لم يزل فى يد الرئيس مبارك وحده ومن يعلم شخصية الرئيس مبارك يعلم انه قلما يستمع الى احد ، حتى وان كان من كبار مساعديه .

ومع هذا ، أنا لا أقول بأنه سوف يكون افضل من يخدم القضية الفلسطينية ، ولكن بالمقارنة مع جمال مبارك الذى هو على استعداد لبيع اى شىء للوصول لكرسى الحكم ، فهو بالتأكيد أفضل .

كلمتى الاخيرة للأخوة الذين يؤمنون بأهمية القومية العربيى ووحدة صفها_ وأنا منهم ، أرجوكم لاتنجروا وراء اسلوب رمى الاتهامات من نوعية (العميل الصهيونى والامريكى) وما إلى ذلك ، وانتم تعرفون جيداً ان التيارات المتأسلمة إنما تتخذ مثل هذه الشعارات حتى تصل الى مأربها ، وانتم تعلمون ما سوف يفعلون بالجميع حين يحدث ذلك .

فهم لن يأيدوا جمال مبارك صراحة ، ولكن عن طريق التقليل من شأن أى مرشح واقعى يمكن له ان يقف أمامه .

فرصة افضل للتغيير


التغيير . . . هذا هو ما تطمح اليه كل القوى الوطنية الحقيقية فى مصر بعد الشرارة التى اطلقتها حركة كفاية عام 2005 ، وقد وضعت لهذا التغيير انذاك شعارين رئيسيين هما الأصدق على مر الثلاثون عاماً الماضية ، وهما "لا للتمديد .. ولاللتوريث" ، وهى بذلك حركت مياه راكدة مازالت اثارهما ممتدة حتى الان رغم التفكك والتشرذم الذى أصاب حركة كفاية وجميع الحركات الوطنية بعد ذلك . وعبقرية هذين الشعارين هما انهما لخصا مشاكل مصر فى العقود الماضية فى شخص الرئيس مبارك ومشروع توريث ابنه من بعده ، ولكن سلبيته الاساسية انه لم يطرح البديل المناسب

ثم جاءت الانتخابات الرئاسية وتم التمديد كما تم المضى قدماً فى مشروع التوريث وهو ما كان بمثابة ضربة قاصمة لحركة كفاية وشعاراتها ، وانتهى تقريباص دورها ولكن التاريخ سيذكر لها دائماً هذا الدور فى دفع كل من يهمه امر هذا الوطن لان يسعى كل بطريقته فى سبيل الهدف الاسمى وهو التغيير ، فنحن جميعاً ندين لها بالفضل فى هذا . ومنذ ذلك الحين تكونت العشرات إن لم يكن المئات _ من الكيانات المختلفة_من حركات وروابط وتجمعات وحتى احزاب جديدة_تحاول طرح سيناريوهات مختلفة للتغيير ، والعامل المشترك الاساسى لهذه السيناريوهات هو أن الحرية والديمقراطية ينبغى ان يكونا هما اساس هذا التغيير ، وانه بدونهما لن يكون هناك معنى للتغيير ، يأتى بعد هذا مطالب أخرى كثيرة مثل تغيير الدستور ووضع اليات لمراقبة ومحاسبة رئيس الجمهورية وتحديد مدته .. إالخ .

ومع وجود هذه الارضية الواسعة بين قوى المعارضة المختلفة على ماهية هذا التغيير ، الا ان النظام تجاهل تماما كل نداءتهم ، بل وانه حتى اتخذت خطوات فى الاتجاه المعاكس فى صورة التعديلات الدستورية الأخيرة ، وأنا ارجع هذا التجاهل لثلاث اسباب رئيسية :

1- التخفيف من الضغوط الخارجية التى مارستها الولايات المتحدة فى اعوام 2005/2006 وكانت هى العامل الاكبر الضاغط على النظام شئنا أم أبينا ، فالنظام يعلم تماما انها الضامن الوحيد لبقاؤه ولتمرير مشروع التوريث ، وقد نوقشت اسباب تخفيف هذا الضغط فى مقالات كثيرة ولا لزوم للخوض فيها الان .

2-

المضى قدماً فى مشروع التوريث عن طريق تسليم مقدورات البلاد الاقتصادية لمجموعة ضيقة من رجال الاعمال مع دمجهم فى المشروع السياسى لنجل الرئيس فى امانته بالحزب الوطنى ، وبهذا تسيطر مجموعة صغيرة من رجال الاعمال بأمانة السياسات على الحصة الاكبر من الثروة البلاد لتستخدم هذه الثروة فى حينها لاتمام مشروع التوريث عن طريق صندوق انتخابات كما هو مخطط ، فهذه الزمرة قادرة بالفعل على رشوة الناخبين لينتخب من يرديون ، مع حرصهم التام لعدم نشر ثقافة الديمقراطية الحقيقية بين عموم الشعب وحرصهم الاكبر فى استخدام الرشاوى الانتخابية فى كل مناسبة متاحة لتصبح جزء متأصل من ثقافة الشعب المصرى ، يجعل دائماً السلطة فى يد من يملك المال ، ولكنهم لايملكون المال بالطبع وحده بالطبع ، فوزارة الداخلية بأكملها مسخرة لخدمة هذا المشروع بكافة أقسامها ، وبهذا يصبح الشعب محاصر من القبضة الامنية الباطشة من جهة واصحاب المال والاعمال من جهة اخرى !! أين يذهب هذاا لشعب المسكين الذى يقع معظمه تحت خط الفقر مع جهله التام _ حتى الميسورين منهم_لحقوقه وواجباته تجاه النظام الذى يحكم

السبب الثالث والاخير لتجاهل النظام كل نداءاتنا من اجل الاصلاح هو العامل الوحيد الذى نملك تغييره بأيدينا ، فهذا هو تفكك وتشرذم القوى الوطنية وعدم استطاعتها توحيد الصفوف ، مع عدم قدرتها على وضع تصور ورؤية واقعية وعلمية للطريق الذى يجب ان نمشى عليه لنصل للتغيير المنشود ، وهو ما ساعد على الوصول بنا الى حالة غير مسبوقة من اليأس فى التغيير .

فهذه القوى تحدثت عن اليات مختلفة كلها جميلة ورائعة إن تحققت ، ولكن بعدها عن الواقع المصرى الذى نعيشه أدى بنا الى هذا اليأس الذى تسلل الى قلوبنا جميعاً ، بعض أمثلة هذه الاليات :

أ/ مخاطبة النظام واستسماحه فى ان يعطينا بعض الحقوق(وكأن الحداية بتحدف كتاكيت على رأى المثل الشعبى)فحتى وان كان الرئيس مبارك فى اخر ايامه ، فمشروع التوريث يلغى اى تحرك فى اتجاه لايخدم مجىء جمال مبارك لعرش مصر .

ب/الدعوة لثورة شعبية تطيح بالاخضر واليابس وتأتى بزعماء هذه الثورة ليتولوا قيادة البلاد ، هذا أضعه فى خانة افلام الخيال العلمى ، فمن يراهم على هذا لم يقرأ تاريخ مصر جيداً ، فمصر فمصر لم تثر أبدا الا على المحتل الاجنبى ، والاستثناء الوحيد كان مظاهرات رغيف العيش فى 1977م عندما كان هناك تنظيمات سرية وثقافة سياسية عند المواطن العادى نفتقدها تماماً الان ، وححتى فى هذه المظاهرات كان نزول الجيش للشارع هو عامل الحسم _ اى ان الكملة العليا لم تزل مع النظام حتى وان كان بعض المحللين يرون هذا ممكناً فى ظل الوضع الاقتصادى المزرى للشعب المصرى ، فإمكانية حدوثه فى السنتين القادمتين هو امر مستبعد للغاية ، وانتظارنا لحدوثه ما هو الا يأس شديد مننا لاننا نعلم جيداً أنه ليس بمقدور اى قوة سياسية فى مصر ان تدفع فى هذا الاتجاه ، فلا توجد تنظيمات تضم الاعداد المطلوبة ولاالقبضة الامنية المحكمة ستسمح لاحد بتعبئة الجماهير ، وبهذا يكون مجرد الرهان على هذه الالية للتغيير مجرد امعان فى السلبية وتملص من مسئولياتك تجاه بلدك .

ج/ بعض التيارات تجد فى الدعوة للعامل الخارجى هو المخرج الرئيسى مما نحن فيه ، وانا لا الومهم ، فمجرد تحول نظام استفتاء الرئاسة لانتخابات لم يأتى الا بضغط الولايات المتحدة ولكنهم بذلك يضعون مقدارتنا فى ايد من لايهمه الا مصالحه السياسية ، ليس عيباً فى ان تستغل الموقف فى حالة ان التقت مصالحنا مع الخارج ، ولكن هذا لايحدث كثيراً ، وبالتالى لايمكن ان نعول عليه_كما اثبتت التجربة فى 2005/2006

د/ أوجدت حالات الاضرابات والاعتصمات التى حدثت بداية 2007 حتى الان حالة من الامل والتمنى عند الكثرين ، وانا مهم ، فى ان العصيان المدنى هو الطريق الاصلح للحرية والديمقراطية ، وقد حاولت كثير من التيارات الوطنية توظيف هذه الاضرابات الفئوية لخدمة الهدف الاسمى ، وقد كان يوم 6ابريل 2008 هو من العلامات المضيئة لهذه المجهودات ولكن ماحدث بعد هذا اليوم اوضح لنا صعوبة تنفيذ هذا المخطط وهو ما أرجعه لنفس الاسباب التى ذكرتها سابقاً من غياب الثقافة السياسية والكيانات التنظيمية التى تستطيع توظيف هذه الاضرابات ، فمازالت وستستمر المطالب الفئوية لكل مجموعة تقوم بإضراب هى السائدة مع سهولة إقناعهم ببضع جنيهات بسيطة زيادة فى المرتب لكى يتخلوا عن إضرابهم ، مع بعض التخويف الامنى ، ثم ان ماحدث فى المحلة يوم 6ابريل بالمحلة كان جزء من صراع اخر داخل النظام ، ليس للشعب دخل فيه ، لانه ببساطة على درجة عالية من التنظيم لايقدر عليه سوى جهاز امنى _ أى المخابرات .

ه/أخيراً نأتى لمجاهدى الندوات والصالونات ، وما اكثرهم ، وانا شخصياً اتعاطف معهم كثيراً لان هذا لم يكن خيارهم بقدر ما كان الخيار المفروض عليهم من الامن ، وهذا يضم ايضاً بعض الاحزاب التى تحاول ولكنها ايضا لم تستطع الخروج عن نظام الندوات والدورات التدريبية لكوادرها . فالتضييق الامنى الذى هو حزء اساس من مشروع التوريث كما ذكرنا لن يسمح لهم بمخاطبة الشارع ، فأصبحوا بالتالى يخاطبون نفس الوجوه فى كل مناسبة مع اتخلاف المكان والزمان ، كل ما اعيبه على عليهم انهم بعد ان ادركوا انهم محاصرون فى اجتماعاتهم ، ماهو البديل العملى الذى طرحوه ليكسروا هذه القيود .

أنا مدرك تماماً أننا جميعاً حاولنا فى طريق أو اكثر من الذى ذكرتهم ، ولايعيبنا جميعاً اننا فشلنا فى كل الطرق التى اخترناها ، ولكن مايعيبنا هو الا نحاول البحث عن طرق اخرى اكثر واقعية تصل بنا الى الهد الاسمى _ الا وهو التغيير

ان السياسة تعنى ان تحاول استخدام ما هو متاح امامك لتصل الى اهدافك ، على ان يكون استخدامك هذا فى حدود قناعاتك وعلى الايضر بالامن العام ، يجب ان نعى ذلك جيداً ، خاصة عندما تكون الخيارات المطروحة امامنا محدودة للغاية . من هذا المنطلق كان اقتناع البعض باللواء عمر سليمان كأفضل الخيارات المطروحة وأوقعها ، فربما يمثل فرصة أفضل للتغيير .

اذا اردنا نقاش الخيارات المطروحة ، فالخيار الامثل هو أن نأتى برئيس مدنى منتخب فى انتخابات ديمقراطية حقيقية ، ينقل مصر لعهد جديد من الحرية والديمقراطية لكننى هنا أجدنا نعيش فى اوهام اننا نجبر النظام الحالى على هذا الخيار عن طريق أحد الاليات التى سبق وشرحتها مع علمنا التام بفشلها كلها ، فهذا يمكن ان يحدث عندما نملك نظام ديمقراطى حقيقى .

نستطيع ان نفرض به ارادتنا ، وان كنا لانملكه حالياً ، فما هو المتغير الذى يمكن ان يحدث فى خلال العامين القادمين الذى يفرض هذا السيناريو الأمثل ، إذا حدثت ثورة او اى شىء مشابه فهو خير وبركة ، ولكن اذا لم يحدث وهو الارجح طبعاً فماذا نفعل ؟ نجلس ننتظر الغير متوقع حتى تقع الفأس فى الراس ويأتى جمال ؟ أم يكون لدينا بديل اخر منطقى غير جمال ، يمكن ان نطلب منه إعفاء مبارك من الحكم فى 2011 ؟ نعم ، فإستمرار مبارك أو مجىء ابنه هما الخيارين الاساسيين أمامنا الان ، وكلاهما مر . فما هو اوقع ، أن يأتى شخص قوى من داخلنظام مبارك ليحل محله هو وابنه . أم ان تقوم ثورة شعبية فى مصر ؟

أنا اعرف ان عمر سليمان هو جزء مكن نظام مبارك الوصوم بالفساد ، ولكن مواصفاته الشخصية وسمعته الحسنة البعيدة عن شبهات الفساد بجانب سنه الكبير يؤهلانه ليكون افضل من مبارك وابنه ، ربما ليس افضل من مرشح مثل البرادعى ، ولكننى اذكركم ثانية اننا لسنا دولة ديمقراطية ، فهناك سبل كثيرة جداً لإبعاد اى شخصية مثل البرادعى بطرق غير مشروعة عن مجرد الترشيح للمنصب ، فمابالكم بالفوز به ، ولكن اى من هذه الطرق لن تنفع من عمر سليمان . كما ان تاريخنا القريب يعطينا درساً فى ان كل رئيس يأتى ليمحى من قبله حتى وان كان من داخل نظامه مثل عبدالناصر ، السادات . الذى طغى فى المرحلة السابقة له مع البدء الفورى فى إصلاحات ديمقراطية حقيقية لينقلنا بعد فترة رئاسته لديمقراطية حقيقية نختار فيها الأصلح كما نحلم .

هل هناك من يضمن لنا أن عمر سليمان سينفذ ما نلحم به ؟ لا طبعاً ، فربما يتمسك بالسلطة كسلفه . ولكن هنا يأتى دورنا كحركة وطنية ، نحن يجب الا ننتظر منه منحة الحرية ، بل يجب ان نناضل لانتزاعها . وما الفرق اذا ؟ الفرق فى نقطتين اساسيتين ، أولاً ، أى رئيس جديد عندما يأتى يكون اقرب للناس ولتلبية مطالبهم ، حتى الرئيس مبارك فى اول فتراته كان هكذا ، ومع الاوضاع العالمية الجديدة _غير الخمسينات والثمانينات_سوف تكون عامل إضافى للضغط عليه وتصعب من عملية تأجيل أجندة الديمقراطية . ثانياً ،سن عمر سليمان وعدم وجود ابناء له يبعدان شبح الجمود والتوريث عنه اللذان هما لعنات عصر مبارك .

وأخيراً ، أرجو أن نحكم جميعاً عقولنا على عواطفنا ، ونفكر فيما هو متاح أكثر من تفكيرنا فيما نتمنى ، فإذا تمكنا من توحيد صفوف المعارضة حول مطلب واقعى وان نضغط على اللواء عمر سليمان بأن يتولى زمام القيادة فى 2011 وبعد ذلك نضغط عليه لتنفيذ اجندتنا الديمقراطية ليكون رئيساً لمرحلة انتقالية فقط ننتقل بعدها لديمقراطية حقيقية ، فسنكون بذلك معارضة فعالةبحق ، فقد رأينا أن كل ضغوطنا على مبارك وابنه اوأسوأ بالطبع_ لم تأت بنتيجة ، فليس أمامنا غير هذا الخيار المتبقى أو اليأس والبعد عن العمل العام وربما الهجرة .

لذلك فترشيح عمر سليمان ليس لكونه البطل الهمام الذى سينقذ البلد من وضعها الخالى ، ترشيحه فقط لانه مجرد فرصة افضل للتغيير.

عن ترشيحه رئيسا انتقاليا في مواجهة مشروع التوريث قالوا:








المستشار محمود الخضيري( رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق) : اللواء سليمان من الشخصيات التي تتمتع بحسن سير وسلوك طاغ وبالطبع فإن وجوده على رأس المؤسسة خلال المرحلة المقبلة قد يسفر في نهاية الأمر عن الحيلولة دون السقوط في دوامة المجهول
حمدين صباحي( وكيل مؤسسي حزب الكرامة والنائب بالبرلمان): لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة اللواء سليمان بتاريخه الطويل بجمال مبارك، فالأول خدم مصر وله سجله العسكري المشرف
الشاعر أحمد فؤاد نجم : أن المرحلة القادمة في مصر تحتاج لمن يطهرها من 'درن رجال الأعمال بعد أن ساهم الحزب الحاكم في الكثير من الفضائح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون البديل جمال مبارك وذلك لأن هذا الشبل من ذاك الأسد'
ضياء رشوان : سليمان هو خير المرشحين لخلافة مبارك في الوقت الراهن وذلك إذا أراد النظام الحيلولة دون حدوث حالة من الفراغ السياسي
للأطلاع علي تفاصيل اكثر يمكنكم قرأة ما تم نشرة بجريدة القدس العربي بلأسفل

مصر: قلق في اوساط النظام مع تزايد الضغوط على مبارك لإختيار عمر سليمان لخلافته

كتبت: جريدة القدس العربي
تنتاب أجهزة مرموقة قريبة من قلب النظام المصري حالة من القلق البالغ بسبب تنامي الإعجاب باللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة في الأوساط الشعبية والرسمية وقوى المعارضة على حد سواء، فضلاً عن غرف الدردشة على الشبكة العنكبوتية والتي تفيد التقارير الموثقة والصادرة عن وزارة النقل والمواصلات أن تعداد مريديها يتجاوز 12 مليون مواطن. وتلاقي المدونات اهتماما شعبيا كبيرا، وحين دعت لمظاهرات احتجاج مؤخرا، خرج الآلاف للشوارع تلبية لندائها.وتخشى الأجهزة التي تمهد لجمال مبارك لخلافة والده أن تشكل تلك المدونات حالة ضغط واسعة تحيل بين الإبن وبين الجلوس على مقعد والده.وقد تجاوز الإعجاب برئيس المخابرات العامة مداه للحد الذي جعل شبانا يطلقون مدونات جديدة بعضها باسمه ترشحه لخلافة الرئيس مبارك وتعتبره أفضل من يتبوأ ذلك المنصب.وبينما يرى المقربون من جمال مبارك في تزايد شعبية رئيس المخابرات العامة خطراً مباشراً على مبارك الإبن الذي بات قاب قوسين أو ادنى من خلافة والده، يرى آخرون أن في تلك الحملات التي تنطلق على النت خطراً على المستقبل السياسي للواء صاحب التقدير العميق في الشارع المصري خاصة في ظل نظام حكم اشتهر عنه الإطاحة بكل من تلاحقه تهمة الإعجاب الشعبي.وعلى رأس المدونات التي خلفت حالة من الدهشة بين رموز وقوى الشارع السياسي مدونة 'لا جمال ولا الإخوان' والتي لا يعرف من الذي يقف خلفها من الشباب وبالرغم من انها ترشح وتدعم سليمان بقوة لخلافة مبارك إلا أن الكثير من المراقبين يحذرون من آثارها التي قد تأتي بنتيجة عكسية.وما يجعل المراقبين أو المعجبين بسليمان قلقين من الحملة الشعبية الداعمة لرئيس المخابرات العامة هو أن تسفر في نهاية الأمر بالاطاحة به من منصبه.ولا تعد تلك المدونة الوحيدة التي تضع الرجل على قمة قائمة المرشحين للسلطة في مصر خلال المرحلة المقبلة، بل تشهد الشبكة العنكبوتية في الوقت الراهن سجالاً واسعاً بين عشاق سليمان للحد الذي أدى لإنطلاق رابطة تحمل ذلك الإسم ويعدد أفرادها الخصال التي تجعل منه المرشح الأبرز لخلافة الرئيس مبارك.وقد قام العديد من المدونين ممن ينتمون إلى شباب حركة 6 ابريل خلال الفترة الأخيرة بالعديد من إستطلاعات الرأي من أجل معرفة مدى الشعبية التي يتمتع بها كل من جمال مبارك وعمر سليمان وعدد من السياسيين مثل أحمد نظيف وأحمد عز وفتحي سرور وصفوت الشريف، فحصد اللواء عمر سليمان المرتبة الأولى بامتياز حيث كشفت تلك الإستطلاعات أن إثني عشر مليون مواطن يتابعون الأخبار التي تنشر عن الرجل عبر شبكة النت بينما لم يتجاوز عدد من يبحثون عن أخبار أمين لجنة السياسات عدة آلاف من المواطنين، وهناك عدد من الوزراء وقيادات في الحزب الحاكم لا يعرف العديد من المواطنين عنهم شيئاً.وبينما خلف ذلك الإعجاب الشعبي المتزايد بالمشير أبو غزالة وكمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق واللواء سعد الشاذلي ووزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي أن وجدوا أنفسهم في نهاية الأمر قابعين في منازلهم فإن حجم القلق يتزايد خشية مصير مشابه لعمر سليمان، وكل تلك المخاوف عززت لدى الكثير من المراقبين لأن يتحدثوا عن أصابع لها علاقة بأصدقاء جمال مبارك تقف خلف تلك الحملة بغرض دفع النظام للبحث عن بديل غير متوفر إلا في نجل الرئيس كي يتم الدفع به لموقع القيادة خاصة وأن (الرجل الكبير) عهد عنه على الدوام السير عكس التيار.ويقول المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق إن اللواء سليمان من الشخصيات التي تتمتع بحسن سير وسلوك طاغ وبالطبع فإن وجوده على رأس المؤسسة خلال المرحلة المقبلة قد يسفر في نهاية الأمر عن الحيلولة دون السقوط في دوامة المجهول.ويتفق في الرأي مع الخضيري حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة والنائب بالبرلمان والذي يرى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة اللواء سليمان بتاريخه الطويل بجمال مبارك، فالأول خدم مصر وله سجله العسكري المشرف.وفي ذات السياق يرى الشاعر أحمد فؤاد نجم بأن المرحلة القادمة في مصر تحتاج لمن يطهرها من 'درن رجال الأعمال بعد أن ساهم الحزب الحاكم في الكثير من الفضائح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون البديل جمال مبارك وذلك لأن هذا الشبل من ذاك الأسد'.ويعبر مساعد وزير الخارجية السابق عبد الله الأشعل صاحب وثيقة إنقاذ مصر من أن يسفر الإعجاب الشعبي المتزايد بعمر سليمان إلى أن يجد الرجل نفسه قريباً خارج المؤسسة نسياً منسياً.وفي ذات السياق يرى الباحث ضياء رشوان أن سليمان هو خير المرشحين لخلافة مبارك في الوقت الراهن وذلك إذا أراد النظام الحيلولة دون حدوث حالة من الفراغ السياسي.جدير بالذكر أن سليمان حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية ونال درجتي ماجستير ودرجة الزمالة من إحدى الجامعات الروسية ويرأس جهاز المخابرات منذ العام 1993 وحتى الآن، كما أن الرئيس مبارك أسند إليه تولي أمر الملف الفلسطيني منذ سنوات.كما يحظى الرجل باحترام وتقدير بين العديد من قادة الدول العربية والأجنبية. وعلى الصعيد الداخلي يحظى بتقدير واسع وسمعة طيبة ومشهور عنه كراهيته للأضواء وعدم وجوده مطلقاً بين عالم رجال الأعمال.

صحيفة "جلوبال بوست" الامريكية: الجيش ضد توريث الحكم في مصر


نشرت صحيفة «جلوبال بوست» التى تصدر فى مدينة «نيويورك» الأمريكية هذا التحقيق المثير الأسبوع الماضى تحت عنوان «فى مصر مبارك يقترب من الـ81 والحديث عن التوريث يتزايد»، وكتب التحقيق مراسل الجريدة فى القاهرة «نيودور ماي». يقول التحقيق: عندما اندلع الصراع فى قطاع غزة الفلسطينى مؤخراً تسلط الضوء بشدة على مصر باعتبارها قوة إقليمية رئيسية دورها أساسى بالنسبة للعالم العربى وللغرب، ولكن صراع غزة أيضاً وبنفس القدر سلط الضوء على حقيقة أصبحت هى حديث الشارع المصري: الرئيس المصرى حسنى مبارك سوف يبلغ قريباً 81 عاماً ولا يبدو فى الأفق أى شخصية مرشحة يمكن أن تملأ الفراغ الذى يمكن أن يتركه فى حالة غيابه عن السلطة. فعلى نقيض سابقيه فى الحكم جمال عبدالناصر وأنور السادات قاوم حسنى مبارك جميع الضغوط التى وقعت عليه لتعيين نائب رئيس وهو ما يثير الكثير من الهواجس لدى المصريين، خاصة أن عبدالناصر والسادات لم يكن لديهما تحفظ على تعيين نائب رئيس جمهورية، ومبارك نفسه كان نائب السادات وأصبح رئيساً للجمهورية من بعده، وكذلك كان الحال مع السادات وكان هذا يعطى حالة من الأمان لدى المصريين بألا تكون هناك فوضى بعد أن يرحل أى رئيس. لقد أعيد انتخاب مبارك عام 2005 فى انتخابات شكلية تجرى لأول مرة بعد سلسلة من الاستفتاءات، وشاب الانتخابات نسبة حضور ضعيفة جداً، واليوم يدور حديث وجدل شديد حول نية مبارك: هل سيسعى لترشيح نفسه لفترة رئاسة سادسة فى عام 2011 عندما يحين وقت الانتخابات القادمة أم هل سيقوم قبل هذا التاريخ بتهيئة السلطة لنجله جمال مبارك الذى تصاعد دوره بسرعة وبشدة فى صفوف الحزب الحاكم بعد أن كان قانعاً فى السابق بالعمل فى عالم البيزنس والمال؟! ويقول عماد جاد، الباحث السياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية «أعتقد أن جمال مبارك سوف يصبح الرئيس التالى خلفا لوالده لو حدث انتقال السلطة ومبارك على قيد الحياة، أما لو رحل مبارك قبل نقل السلطة لنجله فإن فرص جمال سوف تكون ضعيفة جداً». طبعا لو قام مبارك بتهيئة المناخ لكى يتولى نجله السلطة فى عهده فإنه سيظل من المتعين على جمال مبارك أن يواجه بعض العقبات، أولها: الحصول على ترشيح الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم له وهذا سيمكنه بكل تأكيد من الفوز بالانتخابات. وقد تم الإعداد منذ مدة طويلة لهذا الأمر بحيث يمكن لجمال مبارك أن يتجاوز هذه العقبة بسهولة. ففى عام 2002 تم تعيين جمال مبارك رئيسا لأمانة السياسات فى الحزب، وهو منصب مكنه من أن يمارس نفوذا هائلا على الحزب والحكومة على حد سواء. أما العقبة الثانية: التى تقف فى وجه توريث السلطة لجمال مبارك هو النفوذ الهائل للجيش المصري. فمنذ تأسيس الجمهورية فى عام 1953 جاء حكام مصر الأربعة من بين صفوف الجيش، أما جمال مبارك فلم يخدم فى الجيش على الإطلاق وهو ما دعا المحللين للاعتقاد بأن الجيش لن يسمح لجمال مبارك أو لغيره ممن هم خارج المؤسسة العسكرية من الصعود لكرسى السلطة. ويقول عماد جاد «من الصعب جدا مناقشة هذه النقطة لأنه لا يوجد أحد يعرف على وجه الحقيقة كيف يفكر الجيش أو ماذا يريد؟!. من ناحية أخرى لا يوجد أى نوع من النقاش داخل صفوف وأروقة الحزب الوطنى حول قضية الخلافة لسلطة مبارك، وهى قضية تبدو محرمة للنقاش داخل الحزب الحاكم خوفاً من الاتهام بعدم الولاء لمبارك، ولأن الرئيس يمسك بزمام من حديد على مقدرات الحزب. ويتجاهل الحزب وقياداته مناقشة قضية الخلافة فى السلطة، رغم القلق البالغ الذى ينتاب الشعب المصرى من هذه القضية، خاصة مع اندلاع توتر سواء داخل أو خارج البلاد مثل أزمة غزة الأخيرة. ومن العقبات الأخرى التى تواجه طريق جمال مبارك نحو السلطة وجود أسماء مرشحة لخلافة مبارك وتتمتع بالشعبية سواء داخل أروقة السلطة أو خارجها، وعلى رأس هؤلاء اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة الذى يحظى بدعم من الجيش، لأنه ينتمى إليه يحسب لعمر سليمان أنه يحظى بالتقدير من مبارك وقد تصاعد دوره السياسى فى الآونة الأخيرة ما وضعه تحت دائرة الأضواء، خاصة بعد انخراطه فى عملية المفاوضات الهادفة للوصول إلى وقف إطلاق النار فى غزة، ثم عقد هدنة تهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ثم مصالحة بين الفلسطينيين. فى أثناء الضغوط التى مارسها جورج بوش على مبارك فى عامى 2004 و2005 قام الأخير بعمل تعديل للمادة 67 من الدستور بحيث تجرى فى البلاد انتخابات رئاسية لأول مرة، ولكن تعديل المادة تعرض للتشويه وأصبح على أى مرشح خارج الحزب الحاكم الفوز فى هذه الانتخابات. ويقول عماد جاد «الأحزاب التى تمتلك مقاعد فى مجلس الشعب والمجالس المحلية هى التى يمكنها أن ترشح مرشحين عنها فى انتخابات الرئاسة، الهدف من ذلك كان منع التيارات غير الشرعية خاصة الإخوان المسلمين من الوصول للسلطة». وعندما رشح أيمن نور نفسه فى الانتخابات عام 2005 لم يحقق نسبة كبيرة، ولكن تم اعتقاله بتهم التزوير وكانت محاولة رآها البعض تهدف من مبارك لتحجيم المعارضة. وقد قام مبارك بالإفراج عن أيمن نور مؤخرا ولا يعرف بالتحديد هل سيسمح له بالترشح فى الانتخابات القادمة عام 2011 أم لا؟! ولو حدث فسوف يشكل عقبة جديدة لمشروع التوريث. من ناحية أخرى لا يتوقع الكثيرون أن يكون للإخوان المسلمين فرصة جادة للترشح فى انتخابات 2011، ولكن مازال الكثيرون أيضا فى المؤسسة السياسية يخشون من أى تزايد فى نفوذها وشعبيتها، ولهذا السبب كان النظام حذرا جدا أثناء الصراع فى غزة حيث تنتمى حركة حماس الفلسطينية المسيطرة على القطاع إلى فكر الإخوان المسلمين، وكانت هناك خشية من أن يكون هناك تنسيق بين الحركتين لصالح زعزعة السلطة فى مصر. ويقول عماد جاد «دعنا ننتظر حتى إجراء الانتخابات البرلمانية فى 2010لكى نرى أى أحزاب ستتمكن من الحصول على عدد مناسب من المقاعد يمكنها من خوض انتخابات الرئاسة فى 2011 ،وحتى يحين هذا الوقت قد تشهد البلاد أحداثا جسيمة تغير مجراها السياسي».

جروب علي" الفيس بووك" لدعم "عمر سليمان" كرئيس انتقاليا لمصر



انشاء عدد من النشطاء علي الموقع الاجتماعي الشهير جروبا لدعم عمر سليمان كرئيسا انتقاليا لمصر وقد جاء في مقدمة الجروب الاتي:

مشروع التوريث يعد له على قدم وساق وفى سبيله توحش جهاز امن الدولة(الراعى الرسمى لمشروع التوريث) وبات يقضى على أى أمل وأى فرصة لتغيير البلد ، بدءاً من سيطرته وتقيده للأحزاب السياسية الشرعية حتى افقدها قدرتها على العمل والتغيير، وإجهاضه لاى نشاط سياسى معارض ، حتى اصبح مجىء الاصلاح والتغيير على يد المعارضة المصرية مستحيلاً ودرباً من دروباً من الخيال ،اذن نحن امام معارضة تعيش حالة من العجز التام .. وبجانب دور الامن فى ذلك ، فإن المعارضة المصرية ومشاكلها لم ولن تنهى فقيادات المعارضة لم تستطع الاتفاق حتى على الحد الادنى من المطالب ، ولم تستطع تجاوز خلافاتهم الشخصية والايدلوجية الضيقة .. ناهيك عن المصالح الشخصية والامراض النفسية من حب للنفس والظهور واحتكار النضال واتهامات بالعمالة وما الى اخره من الاسباب التى تجعل منها معارضة عاجزة حتى عن التفكير .حتى تحالفاتهم وإئتلافاتهم باتت لاتتعدى ولاتتجاوز كونها تحالفات اعلامية لااكثر .. وبالتالى علينا الا ان نعقد امالا كثيرة على معارضة بهذا السوء . فكما ان النظام السياسى اخترع والف (مسرحية الديمقراطية) ورغم علمه بكذبها وزيفها .. الا انه صفق لها واشاد بها .. فالمعارضة المصرية قامت بالمثل اخترعت والفت (مسرحية النضال) وانها معارضة حقيقية قادرة على تحريك الشارع ، ورغم علمهم بوهمية ذلك الا انهم صفقوا لانفسهم واشادوا بها .إذن من أين سيأتى الرئيس القادم لمصر ؟ الرئيس القادم لن سيأتى الا من داخل النظام ؟كيف ؟ هل التغيير يأتى من داخل نظام فاسد ؟داخل النظام يدور صراع خفى بين جناحى فى السلطة ، جناح مؤيد لمشروع التوريث ، وهو جناح مكون من رجال اعمال يريدون الحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم الشخصية ، وجناح ضده يرى ان جمال مبارك ليس الشخص الكفء ولا الاجدر على قيادة البلاد .. كما انه ليس الشخص القادر على حفظ الاستقرار والامن فى البلاد فى ظل رفض شعبى له ولحزبه الوطنى الحاكم بأغلبية مزورة....
للاطلاع علي المزيد يمكنكم الدخول علي لينك الجروب علي الفيس بووك



لينك الجروب علي شبكة الانترنت



عن مستقبل الحكم في مصر



تلقينا علي احد الايميلات االخاصة بنا رسالة من احد الشباب متعلقه بما نطرحه علي هذه المدونة واليكم الرسالة التي ارسلها احد الشباب حول مستقبل الحكم في مصر

الحديث عن مستقبل الحكم فى مصر يعد من اكثر المواضيع حساسية فى الوسط السياسى المصرى ، وقد زاد من هذه الحساسية الغموض المتعمد الذى يتعامل به نظام الرئيس مبارك فى هذه المسألة ، ومع وجود تفسريات كثيرة لاسباب هذا الغموض الذى لم يعرفه الشعب المصرى فى عهدى عبدالناصر والسادات ،الا ان احد هذه التفسيرات يرى ان الغرض من هذا الغموض هو توريث الحكم لنجل الرئيس عن طريق انتخابات مفبركة كما هى العادة المصرية ، تضع المصريين جميعاً امام امر واقع جديد ، وقد استغل الحزب الوطنى -المستفيد الاول والاوحد من وصوله للحكم ورجال اعماله- هذه الاجواء لتهئية الرأى العام المصرى ، بل والعالمى أيضاً ، لقبول جمال مابرك على انه الرئيس الانسب لمصر بعد الرئيس مبارك ، وقد نجحوا بالفعل الى حد بعيد بمساعدة طليقة من الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية فى جعل فئات كثيرة من عامة الشعب المصرى مستسلمة ولا أقول راضية لهذا الواقع المرير ، على الجانب الاخر ، بدأنا نلاحظ تلميحات من ان قلب مصر الصلب . اى قواتها المسلحة هى الاحق والاجدر لقيادة الوطن وانتشاله من الانحدار الشديد الذى وصل اليه ، وهنا يبرز اسم اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة -كأبرز المرشحين لخلافة مبارك . لكن الملاحظ ان هذا السيناريو يجد شعبية بين اوساط النشطاء السياسيين وليس بين العامة التى لم ترى الا مشروع التوريث يتم تسويقه ووتلميعه لها كى لاتجد له بديلاً .
على المستوى الخارجى ، نرى ان معظم الصحف الاجنبية وصلت بالفعل الى الاستنتاج بأن عمر سليمان وجمال مبارك هما المرشحين الرئييسين لخلافة مبارك . وهم ايضاً يحاولون تكوين وجهة نظر من كل منهما انطلاقا من اهمية دور مصر الاستراتيجى فى المنطقة بطبيعة الحال ، فأن عمر سليمان بحكم المنصب المهم الذى يتولاه ، يعتبر معروفاً لدى الدول الفاعلة فى المنطقة وخاصة بعد تولى المخابرات العامة ملف غزة فى السنتين الاخيرة ، لذا فهو لايحتاج ان يسوق نفسه لهم ، اما جمال ، نجل الرئيس ، فبحكم خبراته المحدودة جدا فى مجال السياسية ، وعدم القبول الشعبى الواسع الذى يصطدم به ، فإنه يسعى بكل ما اوتى من قوة لكسب تأييد دولى يكون الورقة الرابحة له ، وربما تكون الوحيدة فى خطته للاستيلاء على عرش مصر ، وهو بهذا يراهن فقط على الايتدخل الغرب فى مسرحية الانتخابات التى تمكن من السلطة ليتم طبخ النتيجة وهضمها من الغرب
فى محاولة لإقناع الغرب به يستخدم جمال مبارك سلاحيين اساسيين ، الاول هو قدرته على حفظ الاستقرار فى المنطقة على طريقة والده وبهذا يضمن الامن التام الاسرائيل من الجانب المصرى ، والثانى من دوره فى ابعاد الاخوان المسلمين _الشبح الاكبر للغرب_من السلطة مع تأكيده على تدعيم المواطنة ودور الاقباط فى مصر .
بالنسبة لسلاحه الاول ، فيبدو أن قلة خبرته السياسية هو ومن معه من رجال اعمال هواه سياسيا ، صورت له انه سيحكم بلد مستقر وربما ايضاً غرور القوة التى يتمتع بها عن طريق جهاز امن الدولة الذى تحول الى جهاز امن مشروع التوريث ، قد ساعد على تصوير هذا الوهم له
الا ان الواقع الذى لايريد ان يراه هو انه لو أتى على رأس الحكم فى مصر المخطط لها ، سيكون فاقداً لأى شرعية تحميه من الشعب المصرى الذى يدرك ان الانتخابات ما هى الامسرحية ، واذا كان الشعب المصرى رغم الاحتجاجات المستمرة مازال يحترم شرعية مبارك فى الحكم كأحد قادة حرب اكتوبر وكرئيس أتى فى فترة عصيبة بعد اغتيال الرئيس السابق ، فليعم جيداً ان هذا لن يكون الوضع معه ، بل على العكس ، فجمال مبارك هو الرئيس الفعلى لمصر على الصعيد الداخلى منذ اكثر من خمس سنوات ، وهى الفترة التى شهدت انحداراً شديداً فى المستوى المعيشى للمواطن مع ازدياد غير مسبوق فى الفجوة الطبقية بمصر، ومع تزايد مروع للقبضة الامنية على كل مناحى الحياة فى مصر _ وهو بالمناسبة ماينفى عنه صورة الرئيس المدنى المنتظر . كل هذه التجربة السلبية معه تجعل الاستقرار المهتز حالياً فى مصر_ حلماً بعيد المنال عنه وعنا ، بل يجعلنا نخاف من انفجارات قد تحدث ولايقدر عليها جهازه الامنى _خاصة وانه ليس له الدعم المعهود دائماً من القوات الملسحة_ قد تطيح بالنظام المدنى المصرى بالكامل ، وستكون نحن اول المتضررين وليس اسرائيل .
وبالنسبة للسلاح الثانى وهو دوره فى ابعاد شبح الاخوان عن حكم مصر ، فالصورة الحالية للوضع تبين انه سوف يستخدم الاخوان كفزاعة بطريقة اكبر من والده ، وفى سعيه للعمل فى ذلك فهو فى الواقع هو اجهزته الامنية وحزبه يساعدون على نشر افكار الاخوان بين جميع طبقات الشعب واذكاء نار الفتنة الطائفية بطرق غير مباشرة مما ادى الى حالة من حالات الاحتقان وصل للطبقات المفترض انها مثقفة وجامعية والتى كانت اقل طبقات الشعب المصرى تأثراً بالافكار الوهابية التى تذكى روح الفتنة ، وانا هنا اتشكك كثيرا فى دور جهاز امن الدولة من تلك الحملات التى تتصاعد بشكل ملحوظ فى الفترة الاخيرة ، فاذا كان يضرب بيد من حديد على اى معارض للوريث المنتظر وحتى جماعة الاخوان كتنظيم ، الا انه اما ان يقف موقف المتفرج من حملات نشر الافكار الوهابية او انه يغذى هذه الافكار بين العامة على جميع المستويات ليتواصل حالة احساس الاقباط بالعزلة والتفرقة ليتوجهوا فى الداخل والخارج للمرشح الذين يظنون انه سيحميهم من الاخوان ، وهم لايعلمون انه يلعب نفس لعبة السادات ولم يتعلم الدرس، ولكن سعيه الحثيث لايهام الاقباط وخاصة فى الخارج بأنه الوحيد القادر على حمايتهم كى يساعدوه لدى الادارة الامريكية كى يصل الى مبتغاه وهم لايعلمون انه واجهزته الامنية هم وقود هذه الفتنة ثم ضمان استمرارهم فى الحكم بعد هذا ، ولم تنطفىء نار هذه الفتنة
والافكار المتطرفة إلا بإقصاء هذه الزمرة التى تبقى مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن ، واستبدالهم بنظام حكم قوى يستند على شرعية حقيقية ، قادر على فرض سيطرته على اى افكار متطرفة فى مهدها ويقاومها بنظام ديمقراطى حقيقى يسمح للتيارات الليبرالية وجميع التيارات الاخرى بالعمل فى حرية لتجتث هذه الافكار من أساسها وهو ما لم ولن يسمح به جمال مبارك ليكون البديل الاوحد لمسرحياته وأخيراً فإن مواجهة فكر الوهابية والاخوان اهم بكثير جداً من مواجهتهم الامنية كتنظيمات ، لانهم لن يكبروا وينتشروا الا بوجود هذه الافكار فى المجتمع
ويبدو ان الاخوان وصلتهم هذه السالة ، مما دفع المرشح للمرشد العام لهم بمغزالة جمال مبارك بتصريحاته الاخيرة لدفعه لعقد صفقة معه وهو ما اعتقد انه سيحدث اذا صل فعلاً للحكم .

الاستقرار ، هذه هى كلمة السر فى تحديد مستقبل الحكم فى مصر ، هى العامل المرجح لاى مرشح يبغى اعتلاء عرش الرئاسة فى مصر ، وهى ماتبحث عنه الدول الفاعلة فى المنطقة وكذك الشعب المصرى ، كلاً من وجهة نظره ، بالنسبة للخارج فهو يهمه أولاً كما هو معروف امن اسرائيل والتزام مصر تجاه عملية السلام ، ولكى يحدث هذا يجب ان تكون الاوضاع الداخلية فى مصر مستقرة ، خاصة وأننا مقبلون على فترة جديدة يحتاج الغرب فيها لمصر لتقوم بدور استراتيجى فى الصراع الاقليميى الذى بدء بالفعل مع ايران ، بجانب انه هناك بعض الدوائر البحثية فى الغرب التى تجد فى مصر مرشحة قوية للتحول الى الاصولية الاسلامية اذا لم يتمتع نظام الحكم فى مصر بالقوة الداخلية والاستقرار الكافى ،وهذا هو الكابوس المرعب لهم ولنا فى ذات الوقت بعد ان اصبحت مصر بالفعل تربة خصبة لهذا التحول وهذا هو السبب الرئيسى الذى يدفع الناشطين السياسيين فى مصر بإتجاه قبول نظام حكم يضمن للوطن الاستقرار والقدرة على الحفاظ على الطابع العلمانى الذى وضعت بذوره ثورة يوليو .
اقول هنا ان الشعب المصرى قد يستفيد من هذا الاستقرار ، وليس الجمود كما هو الحال الان ، فنظام الرئيس مبارك استغل هذه الكلمة السحرية "الاستقرار" اسؤا استغلال ممكن حتى وصل بنا الى حالة من حالات الجمود فى التفكير والفعل لم نصل اليها فى تاريخنا من قبل مما ادى بنا الى التراجع والتدهور فى جميع المجالات ، فالاستقرار الذى اتكلم عنه هو استقرارا سياسى يسمح بديناميكية فى الحياة السياسية يؤدى الى التطور فى جميع المجالات وليس العكس ، وهو مايعنى ان يكون النظام القادم قادر على استيعاب ان ضمان الحريات السياسية للشعب المصرى
هو اكبر ضمان لاستقرار الوضع فى مصر ومحاصرة اى نوع من انواع التطرف ، وبذلك يستئصل بذور الاصولية التى سمح جمود الوضع فى مصر بزراعتها على مدار الثلاثون عاما السابقة
من يضمن يضمن هذا الاستقرار ؟ هذا هو سؤال المليون جنيه التى تحاول الاطراف المتصارعة الظفر به ، ولكننى اعتقد ان الاجابة واضحة لاى قارىء فى التاريخ وخاصة المصرى وفى تطور الديمقراطيات العالم المختلفة ، ففى غياب الديمقراطية الحقيقية . وليس الديكور على طريقة الرئيس مبارك وابنه من بعده يكون الضامن الوحيد لهذا الاستقرارا هو القوات المسلحة . قد يبدو الامر وخاصة فى الخارج ان هذا يبعدنا عن الديمقراطية ، لكن ردى عليهم بأن خيار الرئيس المدنى الذى يحكم بالقبضة الامنية لايقربنا لها ايضاً ، هذا بجانب القبول الشعبى لدور القوات المسلحة بعكس استياءهم التام من القبضة الامنية لوزارة الداخلية الحليف الاكبر لجمال مبارك . وتأتى الاحداث الاخيرة التى تكتمت عليها اجهزة الدولة خير دليل على ماقول وهى واقعة ذهاب دفعة من الكلية الحربية لتكسير قسم شرطة 15 مايوم لتأديب مأمور القسم وضباطه ووقوف اهالى المنطقة لتشجيع طلبة الحربية بنظرة شامته لضباط الداخلية ورفضهم حتى الشهادة معهم فى التحقيقات ، ودلائل هذه الواقعة كثيرة ومتشابكة ، ولكن اوضحها هو الفجوة السحيقة بين القوات المسلحة والشرطة والى اى مدى ممكن ان تصل اذا تطورت الامور ، وكذلك وقوف الشعب بجانب الجيش ، وحتى وان كان مخطىء ، فى وجه الجهاز الحامى لنجل الرئيس . واذا وضعنا هذا فى الاعتبار بجانب انباء تفيد عن عدم قبول الغالبية العظمى من ضباط القوات المسلحة لجمال مبارك ، فأن اعتقد ان إجابة سؤال المليون جنيه اصبحت واضحة ، القوات المسلحة هى فعلاً الاقدر على قيادة هذا الوطن فى هذ المرحلة الحرجة ، بشرط ان نتعلم من اخطاء ثورة يوليو وهمها الانفراد بالحكم وكبت الحريات السياسية لتكون الداعم الاكبر لاستقرار الوطن مع تطوره .
هنا يأتى دور السيد اللواء عمر سليمان ، فهو بجانب انه خير ممثل للقوات المسلحة ، فهو يمتلك خبرة كبيرة لم تتوفر فى اى من الرؤساء السابقين _ والحالى طبعاً_ عندما اتوا للحكم ، فوجوده على رأس جهاز المخابرات العامة افاده من حيث الحنكة السياسية فى تعامله مع جميع الاطراف الخارجية على مدار العقدين السابقين ، وهو ما يعنرف به كل من تعاملوا معه من كل الاتجاهات خصوصاً على الصعيد الخارجى ، اما فى الداخل فجهاز المخابرات العامة يتميز بسمعه حسنه بين الافراد العاديين منعامة الشعب ابعدته عن شبهة الفساد التى نالت من كل المؤسسات الحكومية تقريباً فى عهد مبارك ، حتى وان كان هذا البعد عن الفساد ليس واقعياً كما قد يعرف بعض من هم فى مجال السياسية ممن رأوا اوجه من الفساد فى هذا الجهاز . الا ان سمعته لاتقارن مثلاً بجهاز امن الدولة الذت يتمتع بسمعه سيئة للغاية على جميع المستويات ، فالدور الوطنى الذى تقوم به المخابرات العامة قد يغفر لها لدى الشعب المصرى الكثير من اخطائها ، ولكنه غفران مؤقت مرهون بمدى جدية النظام الجديد فى مواجهة الفساد المستشرى ووضع اسس مرحلة انتقالية تنقل نظام الحكم المصرى من حكم الفرد والديكتاتورية الى نظام ديمقراطى مبنى على التعددية وتداولا السلطة
التجربة السياسية الحالية فى مصر اوصلت العديد من المحللين السياسيين فى مصر_حتى فى صفوف المعارضة_ الى قناعة بأن الشعب المصرى بالفعل ليس جاهز للديمقراطية لعدد من الاسباب ، اهمها انتشار الافكار الاصولية على نطاق واسع بين جميع طبقات الشغب ، وهذا بفعل الحكم الديكتاتورى المستبد على مدى العقود السابقة بجانب استخدام هذا الفكر لاهداف سياسية كما سبق وناقشنا فى المقال السابق عن استخدام مبارك الابن لهذه الافكار للترويج لمشروعه الخاص . وهذا الاستنتاج المؤسف والواقعى يجعل املنا الوحيد الوحيد للنهوض بهذا البلد هو ان يمر بفترة انتقالية يتعلم فيها كيفية ممارساة الحريات السياسية وقبول الاخر ، ليمتلك هذا الشعب بعد هذه الفترة زمام الامور من خلال ديمقراطية حقيقية ، هذه الفترة الانتقالية تتطلب نظام مبنى على اسس قوية ، ، له قبول فى الشارع المصرى والعالمى يكون مشروعه القومى هو الحرية والديمقراطية للشعب المصرى فى خلال فترة معينة يعلن عنها عند بداية توليه السلطة . ولهذا فإن السيد عمر سليمان هو الوحيد القادر على ان يقود النظام من خلال تلك المعادلة الصعبة اذا اراد ان يحضر لنفسه اسماً فى تاريخ مصر ، بالطبع لا احد يستطيع ان يضمن ان يسير فى هذا الطريق اذا قدر له قيادة هذا الوطن ، وهنا يأتى دور المعارضة المصرية التى ينبغى ان تكون فاعلة لاقصى درجة فى تلك المرحلة الفاصلة فى تاريخ مصر .


كبرى التحديات فى هذه الفترة الانتقالية سوف تكون المواجهة مع الاخوان المسليمن والتنظيمات التابعة لهم ، فهم يمتلكون بالفعل ارضية قوية فى الشارع يتفاخرون بها دائماً ، وقد علمتنا التجربة ان التعامل الامنى معهم قد يزيد من شعبيتهم وليس العكس وهو مايدفعنا الى اجبارهم على التخلى عن شعاراتهم الدينية او الترويج للأفكار المتطرفة التى تخدم مصالههم فى مقابل دمجخم فى الحياة السياسية كحزب مدنى له خلفية دينية على غرار النموذج التركى
وهم بالتاكيد سيقاومون بذلك بشدة لانه سوف يجعلهم يتخلون طواعية عن سلاحهم الرئيسى وهو الشعارات الدينية ، فى ظل مناخ تنافس قد يذهب بقواعدهم الشعبية الى احضان التيارات الاخرى ، ولكن هناك مؤشرات من داخل قياادتهم التنظيمية توحى باحتمال قبولهم لهذه الاطروحة اذا استدعت الظروف ومن هذا المنطلف نستطيع ان نفهم معغازلتهم لجمال مبارك وبعدهم عن اللواء عمر سليمان . فهم يعرفون ان جمال مبارك يحتاجهم فعلا لانه بلاشعبية وسيقود نظام ضعيف غير مستقر اذا اتى فهو بالتالى سيكون على استعداد ان يعقد معهم صفقات كما فعل السادات من قبل ، تزيدهم قوة ولاتضعفهم ، بالذات على مستوى القواعد الشعبية كما هو حاصل الان . وفى الوقت ذاته ، يهاجمون السيد عمرسليمان بشدة ، فهم يروا انه يتحامل على حماس_الابن الشرعى للاخوان_وهو يضغط عليهم بشدة انطلاقا من خوفه على الامن القومى المصرى ، كما انهم يعرفون انه اذا اتى للحكم ، لن يحتاج لهم ولاان يعقد معهم صفقات ، بل الاغلب انه سيدفعهم دفعا الى النموذج التركى او يبتعدوا عن السياسة تماما ، ومثل هذا النظام القوى القادر على فرض مثل هذه الخيارات عليهم بالتأكيد ليس هو المفضل لديهم ، ولذلك بعس ما يتصور الكثيرون
فإن الاخوان يفضلون قدوم جمال مبارك وقد اذهب الى ابعد من ذلك فهناك دلائل تشير على احتمال عقد صفقة قريباً بينهم وبين جمال مبارك ومجموعته ، خاصة بعد التصريحات الاخيرة المتضاربة لمحمد حبيب المرشح الاقوى لمنصب المرشد العام حالياً _ بخصوص مدى قبولهم لجمال مبارك كرئيس .
كل هذا يجعلنا عندما نتساءل فى الداخل او الخارج عن مستقبل الحكم فى مصر / ان نحاول رسم صورة واضحة لواقع الامور بعيداً عن اى مؤثرات سطحية ، لنفهم كيف ينظر كل طرف فاعل فى الداخل والحارج لهذه المسأءلة طبقاً لمصالحه ، ولكن المشكلة ان الطرف الاهم والمتأصر فى هذه المعادلة والمتأثر الاكبر بها ، ليس فاعلا فيها على الاطلاق ، انما ينتظر ما تخبئه له الاقدار ، وهذا الطرف بالطبع هو الشعب المصرى